الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قبل النوم أشعر بنسمة باردة تنفخ على وجهي، فما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى أن تكونوا بأتم الصحة والعافية.

أنا فتاة، عمري 22 سنةً، في بعض الأحيان، وأثناء محاولتي للنوم، أشعر وكأن هناك شيئًا ما يتنفس على وجهي، مثل نسيم بارد بشكل غريب، وعادةً ما أتجاهل هذا الإحساس، وأحاول إقناع نفسي بأنه لا يوجد شيء.

ولكن في الليلة الماضية كان الإحساس قويًا جدًا، مما جعلني أشعر بالقلق قليلاً، وقمت بالبحث عن تفسير لما أشعر به، ولم أجد حالةً مشابهةً على موقعكم، ولكني وجدت تقارير في موقع أجنبي، يشير إلى أن مثل هذه الظواهر قد تكون محاولات للتواصل مع الأفراد، من قبل أرواح أو كائنات غير مرئية.

بصراحة، لم أكن مؤمنةً بهذه الأمور، ولكنني واجهت صعوبةً في النوم هذه المرة. والذي يجعلني مطمئنةً أنني -بحمد الله- أقوم بقراءة القرآن بانتظام، وأقرأ سورة البقرة يوميًا، وأؤدي صلاتي في وقتها، مما يجعلني واثقةً بأن الله سيحميني.

أتمنى أن أجد عندكم تفسيرًا لما يحدث لي، وأشكركم على كل الخدمات القيمة التي استفدت منها عبر موقعكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً، أشكرك على ثقتك بمشاركتنا هذه التجربة، وأتفهم تمامًا مدى القلق الذي قد تشعرين به نتيجةً لهذه الأحداث غير المألوفة.

1. قبل النظر إلى الأسباب الغيبية، من المهم التأكد من أن هذه الأحاسيس ليست نتيجةً لأي مشاكل طبية، أو نفسية؛ لأنه قد تكون هذه الأحاسيس مرتبطةً بحالات مثل: الوسواس القهري، أو حتى الإجهاد والتعب، ويُنصح بزيارة الطبيب للتأكد من أن كل شيء على ما يرام صحيًا.

2. بالنسبة للتفسيرات الروحية: من المهم التمسك بالعقيدة الإسلامية، التي تؤكد على أنه لا يجب علينا الإفراط في الاهتمام بمثل هذه الأمور، أو إعطاءها أكبر من حجمها؛ فالإسلام يعلمنا أن نحافظ على عباداتنا، والتزامنا الديني؛ لحمايتنا من أي شر.

ومهما كانت التفسيرات طبيةً أو حتى روحيةً، بمعنى أنها قد تكون من الشيطان مثلاً، فإن القرآن يعلمنا بأن الشيطان كيده ضعيف، ولا يخيف المؤمن أو المؤمنة، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱلطَّـٰغُوتِ فَقَـٰتِلُوۤا۟ أَوۡلِیَاۤءَ ٱلشَّیۡطَـٰنِۖ إِنَّ كَیۡدَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ كَانَ ضَعِیفًا﴾ [النساء ٧٦].

وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده، وذكر فيه حديث أبي التياح، قال: سأل رجلٌ عبدالرحمن بن خنبش: كيف صنع رسولُ الله ﷺ حين كادته الشَّياطين؟ قال: ((جاءت الشياطينُ إلى رسول الله ﷺ من الأودية، وتحدّرت من الجبال، وفيهم شيطانٌ معه شُعلة من نارٍ يُريد أن يحرق بها رسولَ الله ﷺ، قال: فرعب، قال جعفر: أحسبه قال: جعل يتأخّر، قال: وجاء جبريل فقال: يا محمد، قل، قال: ما أقول؟ قال: قل: أعوذ بكلمات الله التَّامات التي لا يُجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خلق، وذرأ، وبرأ، ومن شرِّ ما ينزل من السَّماء، ومن شرِّ ما يعرج فيها، ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرج منها، ومن شرِّ فتن الليل والنَّهار، ومن شرِّ كل طارقٍ، إلا طارقًا يطرق بخيرٍ يا رحمن، فطُفئت نارُ الشياطين، وهزمهم الله-عز وجل-)).

3. مواظبتك على قراءة القرآن، وأداء الصلاة، هي بالفعل أفضل وسيلة للحماية، فاستمري في قراءة أذكار النوم، والأذكار الصباحية والمسائية، وحاولي الاحتفاظ بأجواء من السكينة والهدوء في غرفتك.

4. ويجب التأكيد على أن الكثير من الأمور التي نشعر بها قد تكون نتيجةً للإجهاد، أو التوتر، ولا تمت للأمور الغيبية بصلة.

5. إذا شعرت بالخوف أو القلق، فيمكنك أن تطلبي من أختك أن تنام عندك في الغرفة؛ كنوع من الاطمئنان المؤقت، ثم بعدها تنسحب تدريجيًا؛ لتواجهي بنفسك أي مخاوف نفسية لاحقًا.

6. إذا استمرت هذه الأحداث، وشعرت بالقلق، فيمكنك طلب المشورة من شخص ذي خبرة دينية موثوقة، مثل إمام مسجد، أو عالم دين.

في النهاية، أشجعك على الحفاظ على توازنك النفسي، والروحي، والبدني، والتركيز على الأمور الإيجابية في حياتك.

أسأل الله أن يحفظك، ويبعد عنك كل شر، وأن يمنحك الطمأنينة والسكينة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً