ابنتي في عمر الحادية عشرة، وبدأت عندها تغيرات، بمعنى أنها تأتي لي كل فترة لتقول شيئًا غريبًا مثل: "ماما، الأستاذة لا تحبني، فأخذت قلمًا من صاحبتي، ووضعته في شنطتها، وذهبت وقلت لها هاتي القلم الذي في شنطتك."

وفي موقف آخر تقول لي: "ماما، أنا رأيتك أنتِ وبابا عندما أقفلتم الباب على أنفسكم، وكنت واقفة وراء الباب." رددت عليها: "ماذا رأيت ؟"، قالت لي: "لم أر شيئًا". وفي موقف آخر تقول لي: "ماما، صاحبتي تقول لي: هل أنتِ تحبين أحدًا؟ أنتِ مصاحبة فاطمة لأجل أخيها."

كل كلامها على هذا القبيل، فكيف أتصرف معها؟

أرجو الرد والاهتمام.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر موقع استشارات إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال حول ابنتك، ونطمئنك أن كل الأسئلة التي تردنا نأخذها باهتمام وعلى محمل الجد، فهي أمور تتعلق بحياة الناس وتفاصيلها، فاطمئني من هذا الجانب.

أختي الفاضلة: إن ابنتك في هذا العمر يغلب على ظني أن هذه الأحداث التي تحدثت عنها، إنما هي مؤشر على أنه من المفيد جداً أن تقتربي منها أكثر، وتقضي الوقت معها بالحديث عن الحياة والعلاقات، والأخلاق وغيرها، لا أعتقد أن هناك مرضاً نفسياً، أو على الأقل لا يبدو هذا مما ورد في السؤال، وإنما هي مؤشرات على أن ابنتك تشعر ببعض الوحدة، وتحتاج إلى من يتحدث معها ويقضي وقتًا معها.

وأنت كأم، خير من يقوم بهذا الدور، وربما ليس فقط الحديث داخل المنزل، وإنما ربما الخروج معها إلى بعض الأماكن العامة، كالحدائق والمتاحف أو المطاعم لتجلسي معها، تستمعين إليها وتتحدث إليك، وبالتالي تنقلين إليها الكثير من تجاربك في الحياة، مما يعينها على السير في حياتها بالشكل السليم، لا أعتقد أنها في حاجة إلى مراجعة عيادة نفسية، ولكن ربما يفيدك أيضاً قراءة بعض الكتب في مهارات التربية، وما نسميه تدريب الوالدية، وهي تدريب الآباء والأمهات على مهارات التربية، والتنشئة، داعياً الله تعالى أن يحفظ ابنتك، ويكتب لها تمام التوفيق والنجاح، ويقر أعينكم بها.

والله الموفق.