الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أطقلها لأنها لا تطيعني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أواجه مشكلة حقيقية في زواجي، وتسبب لي الكثير من المشاكل والتعب والأرق، ونومي متقطع، كما أنها أثرت على عملي ودراستي!

أنا مغترب منذ 11 سنة -تقريبًا- بمفردي، وتزوجت في بلد أوروبي، كي أحصن نفسي، بعد ما مررت به من تجارب كادت أن توقعني فيما يغضب الله.

تزوجت بفتاة أحببتها كثيرًا؛ لأنها مسلمة، وأصلها عربي، كما هو حالي، ولكن هي ولدت في الغرب لأبوين من أصول عربية، ولكنهم مهاجرون منذ 30 سنة أو أكثر، تزوجتها لدينها ولأصولها ولتفهمها، ولكني تفاجأت بعد الزواج، وبعدما ذهبت شرارة الانجذاب والحب، بأن طباعها أوروبية، علمًا بأني خطبتها لسنة، ولكن لم تكن كافية.

أصبحت تنادي دائمًا بالمساواة، صديقاتها وجميع أخواتها يعملن ولا يهتمون بالزواج، تريد العمل لكي تتحرر ماليًا، فرفضت ذلك، ورفضت أسلوب تعاملها مع الشباب كأصدقاء، ورفضت تفضيل خروجها مع زميلتها على المنزل، ورفضت أسلوب اللباس والكعب العالي، الذي كانت ترتديه في الجامعة وفي كل مكان.

أصيبت بحالة نفسية، وبدأت تختنق لرفضي ما تريده وتدعو له، وأصبحت تكسر المنزل، وتطور الأمر لنشوب مشاكل بيننا بمد الأيدي، والطلاق لمرتين.

والدها لا يعارضها في شيء، ويقول لي: إنها ليست عبدة، ولقد أصبحنا في سنة 2023، وأمها كذلك تتفق مع الأب فيما قال، في البداية كانوا معي، ثم انقلبوا عليّ عندما رأوا ابنتهم تكسر الأشياء، وقد أصيبت بانهيار عصبي، وأصبحت تغلق الباب على نفسها، وهي عند أهلها منذ شهرين، وأدخلت أعمامها، ولكن أشعر أن الزواج انتهى.

فما توجيهكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يرزقك الصبر وحسن الاختيار، وأن يصرف عنك الشر وأهله، إنه جواد كريم، وبعد:

أخي الكريم: إننا لم نتعجب مما حدث معك، بل نقول هذا هو الطبيعي لمن كانت حالتهما كحالتكما، فالفتاة ولدت في الغرب، وأصبح المعيار الذي تقيس عليه الحياة والأخلاق -بصفة عامة- هو البيئة التي عاشت فيها، فحديث الشاب مع الفتاة عندها ليس كما تتصور أنت، بل هو حديث طبيعي ليس فيه إثارة ولا فيه نية سيئة، وقد يكون كلامها صحيحًا في مسألة النية السيئة وعدم الإثارة، لكن لأن معيارك القرآن والسنة، وهما يمنعان مثل هذا الاختلاط، ولأن معيارها البيئة، وهي تقبل مثل هذا الاختلاط، أصبحت نظرتها لك أنك غريب ومتشدد، أصبحت نظرتها لك متفهمة، وكذلك نظرة أهلها لك متفهمة، كما أن تظرتك لهم الآن متفهمة.

الغريب عندنا أنك لم تدرك ذلك طيلة العام الذي عشته معهم، مع أن هذا من بديهيات الحياة الغربية، يدركها كل زائر، فضلًا عن مقيم في البلدة منذ 11 عامًا.

أخي الكريم: إننا ننصحك بما يلي:

1- الاتفاق مع الفتاة وأهلها على الحد الأدنى من الالتزام، والذي لا يجوز لها تجاوزه أو الرضا عنه شرعًا، ويمكنك أن توسط في هذا أحد الدعاة، شريطة أن يكون عالمًا فقيهاً، لا إمام مسجد عامي، وقد تأثر بثقافتهم الغربية، ونسي المعيار الحق.

2- إن وافقت ووافق أهلها، فالحمد لله، واجتهد في إيقاظ الإيمان بداخلها، وفي جعل المعيار المحتكم إليه هو الكتاب والسنة.

3- إن خالفت ورفضت وأبت إلا السير على ما هي عليه، من تحرر واختلاط، فاستشر أهلك أو أهل الحكمة من حولك في طلاقها، فإن أشاروا عليك بالرجوع إليها والتدرج معها، فهم أدرى، وإن أشاروا عليك بالطلاق فحسن، وعليك بعد ذلك أن تحسن الاختيار، وأن تجعل الكتاب والسنة هما معيار القبول أو الرفض، أو الاحتكام عند الخلاف.

بارك الله فيك، وأحسن الله إليك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات