الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى على قريبتي الانحراف.. فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب ابتليت بمعرفة فتاة أبواها منفصلان، وقد ذكرت لي أن أمها مهملة لها ولإخوتها، وبدأ الموضوع هكذا، فهي تخبرني بقصص تفرقة أهلها، وانفصال أبويها عن بعضهما، وابتدأ الموضوع بشكواها على حال أهلها.

هي فتاة صغيرة، وقد دخلت الشفقة في قلبي عليها، وهي تحبني كثيراً، وأخاف أن أتركها بدون توجيه، وأتركها فتضل بسبب الفراغ، وتتعرف على شاب غيري يستغلها.

أصبحت نفسي تقول لي: ابق معها ووجها، واستغل حبها لصالحك، وبدأت أنصحها، وأهتم بها وأحفظها بعض السور من القرآن، مثل البقرة وسورة يسن والواقعة، وقد حفظت تلك السور، وامتنعت عن اللقاء بيننا، واكتفيت بالحديث معها عبر الإنترنت، وقد بدأت أحبها، وهكذا بدأ الأمر، رغم أني لم أفعل معها شيئاً مخلاً، ولم أتصرف معها بشيء؛ لأني أريدها زوجة فقط.

إني أخاف الله فيها، والآن قد لاحظت شيئاً بعد ما كبرت قليلاً، فقد اتضحت لي القصة أكثر، وعلمت أن أختها الأكبر منها أصبحت مثل أمها، وأصبحت تواعد رجالاً، وقد كانت هذه الفتاة تكره أختها، وتعيب عليها ذلك.

كما ألاحظ أني عندما أتحدث عن القرآن تراني شخصاً طيباً ساذجاً أو متخلفاً، رغم أني لا أحب تلك النظرة، ورغم أني تعاملت معها بشفقة، لكني لا أحبها ذلك الحب الشديد.

إني أريد العودة إلى الله، هل أتركها في ما هي عليه مع خوفي من أن يستغلها غيري، أم أتزوجها؟ أنا في بداية 20 من العمر، ومادياً غير مقتدر، وأهلها ليسوا في الحقيقة ماديين، ولا أعيب عليهم غير دينهم، فأمها مهملة لبيتها، وتتركهم في الليل وحدهم، وأختها تخرج مع الرجال في الليل، وهي من تستر عليها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه الفتاة التي لها صلة قرابة معك، ونسأل الله أن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا شك أن النصح لها من الأمور المهمّة، ونتمنّى أن تجد من أخواتك أو عمّاتك أو خالاتك أو من الفاضلات مَن تستطيع أن تتواصل معها، وتستمر في النصح لها، ونصحك لها يحتاج إلى غطاء شرعي، لأن الأمور لن تستمر بالطريقة المذكورة، لكن مع ذلك أرجو ألَّا تقصّر في النصح ولو بإرسال الرسائل التي فيها تذكير، ونتمنَّى أيضًا أن تحسب الأمور بطريقة صحيحة، فأنت عندما تختار لنفسك لا بد أن تتأكد من صلاح الدين وصلاح الأسرة، وهذا أيضًا في غاية الأهمية، ونسأل الله أن يهدي أمها وشقيقتها -أختها- الأخرى إلى الحق والخير، فإن الطريق بهذه المعطيات طريق مظلم، وطريق يؤدي إلى كوارث، إلَّا أن تدركهن رحمة ربنا الرحيم سبحانه وتعالى.

نحن دائمًا نفضل للرجل إذا أراد أن ينصح لفتاة أن يبحث عن مركز نسائي أو أخوات فاضلات أو داعيات أو محرم من محارمها ليتولى الاقتراب من الفتاة والنصح لها، وحبذا لو عرفتها بأخواتك حتى يقمن بهذا الواجب من النصح، وفي هذه الحالة لست مضطرًا أن تذكر التفاصيل التي لا تريد ذكرها، ولكن من المهم أن تُبيّن لهم أن الفتاة بحاجة إلى مَن يأخذ بيدها وينصح لها، وهي بهذه الطريقة أيضًا يهمُّك سلامة هذا العرض، وتهمُّك أن تكون تلك الأسرة التي بينك وبينهم قرابة على ما يُرضي الله -تبارك وتعالى-.

نسأل الله أن يُعينك على الخير، ونحب أن نؤكد أن الداعي إلى الله لا يُبالي بما يظنُّه الناس أو ما يعتقده الناس؛ لأنه يرغب في رضا رب الناس سبحانه وتعالى، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهدي بناتنا وبنات المسلمين إلى الحق والخير، وأن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً