الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة الصداقة بين الجنسين، هل تجوز من المنظور الشرعي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 20 سنة، وتعرفت على فتاة بالصدفة عبر برنامج تطوير المحادثة بالإنجليزية منذ سنتين عندما كنت في الصف الثالث الثانوي، وهي أكبر مني بخمس سنوات، فكانت تساعدني أيام الثانوية، وتتأكد من أنني أنجزت المهام، وتطمئن علي في الامتحانات، ظللنا فترة نتكلم عبر التطبيق في الشات، وبعدها بدأنا نتحدث عبر الواتس آب.

علاقتنا كلها تعتمد على الاستماع لبعض، ومساعدة بعضنا البعض إذا كان هناك حاجة، وليس لها علاقة بالارتباط أو شيء من هذا القبيل؛ لأن فرق السن وحده كافٍ.

أنا أدعو لها أن يرزقها الله بالزوج الصالح، وهي كذلك، أعتقد أنها ستخطب قريبًا -إن شاء الله- لكنني كنت أريد أن أعرف وأتأكد من علاقتنا هذه، هل هي جائزة شرعًا؟ وما المطلوب أن أفعله إذا لم تكن جائزة؟ خصوصًا أن بيننا هدايا وأشياء من هذا القبيل، هي محترمة جدًا ومتدينة، وكما قلت لا يوجد بيننا أي ارتباط.

أريد أن أعرف فقط ما يجب أن أفعله إذا كان الأمر حرامًا، وما أفعله أيضًا في الهدايا والأشياء الأخرى، جزاكم الله كل خير.

ختامًا، إذا أمكن أن تضيفوا لي استدلالات من القرآن والسنة والسيرة النبوية وسير الصحابة كدليل، وزيادة لي في اليقين لكي آخذ الأمر على محمل الجد؛ لمرضاة الله عز وجل، ولا يكون في قلبي حرج أو ألم، لأننا سنقوم بهذا لإرضاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يُصلح الأحوال.

سعدنا جدًّا؛ لأنك تريد أن تعمل ما يُرضي الله تبارك وتعالى، وما يُرضي الله تبارك وتعالى هو أن تتوقف عن هذه العلاقة، ويزداد أهمية توقف هذه العلاقة بعد ارتباط هذه الفتاة برجل آخر؛ لأن هذا لا يمكن أن يُقبل من الناحية الشرعية، وقد يكون له تأثيرات سلبية، يبقى بعد ذلك أن تدعو لها بالتوفيق كما دعوت لها، وهي تدعو لك بالتوفيق، وبعد ذلك تمارس حياتها الجديدة مع زوجها، وأنت نسأل الله أن يُسهل أمرك.

وإذا كان لك أخوات يمكن أن يكون بينهنَّ وبينها تواصل، وهذا نوع من الأمور المهمة التي لا مانع منها، وكذلك أيضًا إذا كان لها إخوان، فتربطك بإخوانها، لتبقى العلاقة بعد ذلك بين العائلتين، أنت وأخواتك، وهي وإخوانها، هذا يمكن أن يُقبل من الناحية الشرعية، بحيث تكون علاقة عائلية، لكن التواصل والتهادي بينك وبينها، هذه الأمور ينبغي أن تتوقف، وإذا كانت هي متدينة، فهي تعرف أيضًا أن هذا هو الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ومهما كان فارق السنوات بينكما، إلَّا إنها في النهاية علاقة بين رجل وامرأة، تحكمها قواعد الشرع.

لا مانع أن يكون هناك تواصل إذا كان هناك ضرورة، والضرورة تُقدّر بقدرها، وإذا تكلمت معك طبعًا ينبغي أن يكون الكلام معروفاً ودون الخضوع في القول، ويكون الكلام بقدر الحاجة، إلى غير ذلك من الضوابط عند الحاجة.

لذلك يكفي أن تدعو الله تبارك وتعالى لها، وأنا أفضل في هذه الحالة أن تربطها بأخواتك لتكون العلاقة عائلية، أو ترتبط أنت بإخوانها، لكن بينك وبينها كشاب وفتاة يظل هذا الأمر محظورًا، والشيطان هو الثالث في حال وجود خلوة، والشرع لا يرضى بمثل هذه العلاقة؛ لأن الشرع لا يعترف بزمالة أو بصداقة إلَّا في إطار المحرمية، بأن تكون خالة لك، أو عمَّة لك، أو العكس يعني، أو في إطار العلاقة الزوجية، لكن غير هذا لا يمكن أن تُقبل أي علاقة بين شاب وفتاة، والمسألة قد تبدأ الآن بريئة ونظيفة، لكن بعد ذلك قد تكون هناك انعكاسات، والشيطان يستدرج ضحاياه.

هناك أيضاً أمرٌ مهمٌّ، لمّا تدخل هي في الحياة الزوجية، أكيد أن الزوج يتحسس من تواصلها مع رجل، وهذا ليس في مصلحتها، وأيضًا أنت سترتبط بزوجة ولن ترضى زوجتك أن تتواصل مع امرأة كصديقة، ولذلك من الآن لا بد أن تأخذ الأمور وضعها الشرعي.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وشكرًا لك على الاهتمام والسؤال، وشكرًا أيضًا لبنتنا على ما قدَّمته من مساعدات، ولكن أرجو أن تُطوى هذه الصفحات ويبقى الدعاء، ويبقى بعد ذلك التواصل في إطار عائلة، عوائل تتواصل فيما بينها وليس تواصلًا بين شاب وفتاة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً