الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نقل البعض عني كلامًا لوالد زوجي فمنعني من دخول بيته، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعيش في بيت أهل زوجي، ولم أكن أعلم بطباعهم، قبلت الزواج على أن أكون في بيت عائلته، ولي خصوصيتي واحترامي، مع الوقت حصلت الكثير من المشاكل مع أهل زوجي، ولم يكونوا على حق، كان هناك الكثير من التدخل والغيرة، ومع ذلك كنت دائمًا أبادر بالصلح حتى لا تحدث قطيعة، إلى أن حصلت مشكلة بعد ولادتي بطفلي، حيث نقلوا عني لوالد زوجي أشياء لم تحدث مني، ووالد زوجي هو كبير العائلة، حيث شوهوا صورتي أمامه حتى يكرهني، وسمع من طرف واحد، وقرر عدم دخولي لبيتهم مرة أخرى، وأمر بعدم زيارتي مع زوجي وابني لبيتهم.

هناك خلاف بيني وبين زوجي على نزول ابني الرضيع عند عائلته بدوني، وأنا لا أمانع من رؤيتهم لحفيدهم، ولكن يكون ذلك عندي ويرونه أمام عيني، أو أنزل مع ابني؛ لأنني لم أكن سببًا للقطيعة، ولكن نزول ابني بدوني ظلم لي.

زوجي يرى أن من حقه النزول هو وابنه بمفرده والتجمع مع أهله من دوني، وأنا ليس من حقي الرفض، فهل كلامه صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك وأهله لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يؤلف القلوب وأن يصلح الأحوال.

لا شك أن الطريقة المثلى أن تكوني مع طفلك، وأن تكونوا جميعًا مع بعضكم، ولكن إذا أصروا على ذلك فأرجو أن لا تتوقفي طويلًا أمام هذا الأمر، فاتركي الطفل ينزل مع والده ويكون معهم، واجتهدي في إصلاح العلاقات، وتصحيح الصورة، واعلمي أن الغيرة توجد في البيوت والأسر في التعاملات بالطريقة المذكورة، ونحن نتمنى ممن تواصلت مع موقعها الشرعي أن تكون فوق هذه الأمور.

وأعتقد أن مثل هذه الأمور ينبغي أن تفوت الفرصة فيها على شياطين الإنس والجن، وهذا إنما يكون بالصبر، والاحتساب، والعمل الحسن، ومقابلة السيئة بالتي هي أحسن، كما -قال ربنا-: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، ونحن نؤكد أن الغيرة توجد في مثل هذه الأحوال، بل إن نجاح الزوجة مع زوجها قد يكون سببًا من أسباب زيادة الغيرة، في حال وجود أخوات أو بعض الأمهات، ولكن أرجو أن تكوني كما قلنا أكبر من مثل هذه التحديات.

ونحن نرجو ممن يتواصلن مع هذا الموقع، أن يرتفعن إلى مستوى هذا الشرع الذي شرفنا الله -تبارك وتعالى- به، فشرع الله يريد للإنسان أن يصبر ويحتمل الأذى، ويتوكل على الله، وإذا أراد الناس الشر فإن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، فأرجو أن تهدئي الأمور ولا تمانعي من ذهاب طفلك مع والده إلى أسرته مهما كان الظرف، ومهما كان الوقت؛ لأن هذا أيضاً يشعرهم أن هذا ابنهم، وهو ابنك كذلك، ولا يضرك ذلك بشيء، وأعتقد أنه لن يأتيه ضرر سواء كنت معه، أو في غيابه، فنسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب.

أما إذا سألت عن الصواب، فالصواب أن تكوني معه، أن ينزل الطفل برضاك، وأن تكوني معه، لكن نحن نتكلم في أجواء متوترة، في أجواء كما أشرت هناك من أوصل أمورًا غير حقيقية، وتشويه للصورة، والمسألة تحتاج إلى وقت؛ لأن تصحيح الصورة وإعادة الثقة يحتاج إلى وقت، ودورك كبير جداً في تجاوز هذا بإظهار حسن الأدب مع الكبار واحترامهم، حتى لو اخطأوا، الإنسان لا يستطيع أن يقول للكبير أنت مخطئ، ولكن يستطيع بحسن تعامله، وبإظهار الأدب أن يصحح الصورة، ويفوت الفرصة على من يريد أن ينقل صورة غير صحيحة.

نسأل الله لنا ولك التوفيق، ونحن نقدر الصعوبات التي تواجهك، وأنت في مقام بناتنا، ولكن دائمًا نريد أن نقدم الخير، ونفعل الخير، ونسامح، ونجامل لأجل مصالح كبرى، وعندها سيعرف الناس قيمتك، وسيعرف حتى والد الزوج أنك خلاف ما ذكروا عنك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات