الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف أهلي عليّ يعيق نمو شخصيتي.. فكيف أطور منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 24 سنةً، أعاني من أفكار سلبية، وضعف في الشخصية، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية بمفردي، ذهبت إلى أخصائي نفسي، ووصف حالتي بالرهاب الاجتماعي؛ بسبب تربية أهلي، وخوفهم الزائد عليّ، ووصف لي دواء لوستلر؛ حيث تناولته لمدة 3 أشهر، بجرعة نصف حبة في اليوم، ثم أوقفت الدواء تدريجيًا.

ولكن بعد إيقاف الدواء لاحظت وجود صداع، ونوبات هلع، وخوف وتوتر من المواقف الاجتماعية، والذي صار يؤثر على إدراكي وعقلي.

ورغم ذلك فأنا أحاول أن لا أستسلم، وأتجنب التوتر، وملتزم بديني، وأحافظ على أذكاري ما استطعت.

ولكن خوف أهلي عليّ يعيق نمو شخصيتي، ويؤثر على علاقتي مع أصدقائي، وعلى علاقاتي الاجتماعية،
فهل من خطة علاجية، مناسبة، تكون بعيدةً عن الطبيب النفسي والدواء؟

وجزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: نعم من الواضح -كما ذكر لك الأخصائي النفسي- أنك تعاني من حالة رهاب اجتماعي، وهذا ظاهر من خلال الأعراض التي وردت في سؤالك هذا، من نوبات الهلع، والصداع، والخوف من المواقف الاجتماعية.

الجيد أنك حاولت أن تجرب اللوسترال؛ حيث بدأت بنصف حبة، وبعد ثلاثة أشهر أوقفت الدواء تدريجيًا، فهذا أمرٌ طيبٌ أنك تدرّجت في إيقافه، ولكن من الصعب جدًّا أن نحكم أن اللوسترال بأنه لم يُساعد بعد هذه التجربة؛ حيث أن الجرعة صغيرة، والمدة قصيرة.

أخي الفاضل: أمامك خياران:
الخيار الأول: أن تعود إلى اللوسترال، ولكن أن ترفع الجرعة إلى الجرعة المناسبة، وليس مجرد نصف حبة، فنحن دومًا يجب أن نختار العلاج النفسي المناسب، والجرعة المناسبة، والمدة المناسبة.

ما تعاني منه من أعراض بعد إيقاف الدواء لا أعتقد أنها أعراض انسحابية، لثلاثة أسباب:
الأول: أن الجرعة صغيرة جدًّا.
ثانيًا: أوقفت الدواء بالتدريج.
ثالثًا: هي نفسها أعراض الرهاب الاجتماعي.

الخيار الثاني -وهذا ما طلبته في آخر سؤالك-: أن تحاول علاج هذه الحالة، مع عدم الذهاب إلى الطبيب النفسي.

فإذًا أمامك هنا فرصةً لأن تحاول، وهذه المحاولة عن طريق العلاج السلوكي؛ وهو عدم تجنب المواقف الاجتماعية، وإنما أن تقتحم هذه المواقف، وتقترب منها، وتخرج، وتلتقي بالناس، حتى يذهب عنك هذا الرهاب الذي تعاني منه.

فإذًا من خلال الإقدام، ومواجهة الناس بالمواقف الحياتية اليومية، ستعتاد على هذا، وبالتالي تنتهي من هذه المعاناة.

أخي الفاضل: أحب أن أذكّرُك أن الرهاب الاجتماعي من أكثر أنواع الرهاب انتشارًا بين الناس، وإن كانوا لا يتحدثون عن شعورهم بالخجل من هذا، ولمزيد من الفائدة راجع هذه الروابط: (2407088 - 2286299 - 2416172 - 2230509 - 2359821).

داعيًا الله تعالى لك بتمام التوفيق والصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب أنس

    جزاك الله خيرا كثيراً، وأعانك ووفقك لكل خير.
    أسأل الله تعالى أن يدخلك الفردوس الاعلى من الجنة.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً