الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ سنوات وأمي تبحث لي عن عروس ولم تجد!!

السؤال

السلام عليكم

أنا شابٌ أعزب، وبعمر 25 عامًا، أريد الزواج والعفاف، بعد أن تُبت إلى الله، وتركت المعاصي لأجله، أدعوه ليلاً ونهارًا من أجل تيسير الزواج، فوالدتي منذ ثلاث سنوات وهي تبحث عن فتاة لي للزواج، ولم نستطع الوصول لأي نتيجة، وأدعو الله بإصرار في كل صلاة.

استخرتُ ربي ثلاث مرات بنية أن أعلم فيما إذا كان قد كتب الله لي النصيب في الزواج، أم أنني سأبقى طول حياتي أعزباً، وطلبت من الله أن يريني الفتاة التي قد تكون من نصيبي، أو المكان الذي سأتزوج منه، وإذ بي أرى في منامي مشاكل، وكأن اُناسًا يتعاركون فيما بينهُم، وكان التفسير بأن هناك مشاكل في موضوع الزواج، فما معنى هذه الأحلام؟ علمًا بأني لا أحلم هكذا إلا في الاستخارة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة، البرة، التقية، التي تسعدك في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.

أخي الحبيب: البحث عن امرأة مناسبة، لا سيما في البلاد غير العربية أمر متعب، وكثير من الشباب يشتكي من ذلك، وهذا أمر متفهم لنا، ومعروفة أسبابه، ولكن ليس هذا مجال الحديث عنه، لذا -أخي- نحن ننصحك نصائح نرجو أن تكون مثمرةً لك، وجيدةً.

أولاً: ثق أن من كتبها الله لك زوجةً ستكون في الوقت الذي قدره الله، ومن كتبها الله لك زوجةً هي معلومة باسمها ورسمها من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، والله لا يقدر لعبده إلا الخير؛ فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، فاطمئن -أخي-، وهدئ من روعك.

ثانيًا: صلاة الاستخارة سنة مستحبة للعبد إذا طرأ له أمر من أمور الدنيا مما يباح فعله، وعندما تكون الحيرة بين فعل أو ترك، أو بين خيارين كلاهما مباح، وهذا يعني أن الاستخارة لا تكون في الواجب، ولا المحرم، ولا الغيب، وعليه فصلاتك تلك لم تكن في الموطن المناسب لها، بل إذا أردت الذهاب إلى أسرة ما، أو وقع الاختيار على فتاة ما، أو خُيرت بين فتاتين، هنا ينبغي أن تستخير الله تعالى؛ فقد أخرج البخاري، والترمذي وغيرهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، ويقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، "أو قال: عاجل أمري وآجله" فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، قال: ويسمي حاجته)، أي يذكر حاجته عند قوله: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر، فيقول مثلا: اللهم إن كنت تعلم أن سفري، أو زواجي من فلانة.... إلخ، خير لي في ديني...، وإن كنت تعلم أن سفري...شر لي في ديني...الخ.

ثالثًا: الركض بسرعة البرق في الاتجاه الخاطئ لن يصل بك إلى النتيجة المطلوبة؛ لذا نود منك أن تبحث في الأماكن الصحيحة، مثل التجمعات العربية، وخاصةً من أهل المساجد، مثل: التعرف على بعض الوجهاء من بلدك الأم، وطرق أبواب أهل التدين والحكمة أمر مساعد على الوصول إلى ما تريده، وكذلك أن تعرف بعض محارمك على بعض الأخوات الصالحات من أهل المساجد، وذلك أمر مفيد.

رابعًا: الأحلام التي أنت رأيتها لا اعتبار بها، وعليك أن تستعيذ الله من شر ما رأيت، ولا تحدث بها أحدًا، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره)، وعليه فلا تلتفت لما قيل لك عند هذا الحلم، ولا تخبر أحدَا بحلم أزعجك.

خامسًا: حافظ على أذكار الصباح والمساء، والنوم، واستخدم الرقية الشرعية؛ فإن هذا حصن حصين -بعون الله-.

افعل هذا، واذهب إلى الأماكن المناسبة، ولا تتعجل -أخي الكريم-، فلا زلت في عمر مناسب، وثق أن الله سيرزقك الخير -إن شاء الله-.

كتب الله أجرك، ورزقك الزوجة الصالحة، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً