الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتشف مؤخراً أن أمي تتحدث مع رجل غريب، كيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم

توفي أبي منذ أعوام، واستمرت أمي في رحلة كفاحها معنا، دون زواج، أو أي شيء، حتى تم زواجنا، وأمي مثال للمرأة العفيفة المكافحة، تصلي وتصوم، وتزكي وتتصدق كثيراً، وتحافظ على الصلوات الخمس، والنوافل وقيام الليل، وهي تعيش بمفردها.

منذ فترة قريبة جداً حاول رجل التقرب منها بالقول، وهي صدته مرات عديدة، ولكني اكتشفت مؤخراً أنهما يتحدثان، وبينهما علاقة غرامية بالتحدث عبر الهاتف والواتساب، وقرأت رسالة وهي تكتب له كلمة قلبي، وكلاماً من هذا القبيل، ولم أتجسس بل جاءت الرسالة أمامي وأنا أشاهد شيئاً بهاتفها.

أنا كنت أشك، لكن كنت أتعظ بقول الله: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) وأنا حالياً علمت، ولكني لا أعرف كيف أتصرف، وماذ أقول لأمي، لأجل أن أردها عن هذا الخطر؟

خصوصاً أن هذا الرجل يوصل لها مبلغاً مالياً كل شهر، من شركة أبي -رحمة الله عليه-، وبهذا يوجد بينهما عامل مشترك للمقابلة، وما إلى ذلك.

ماذا أفعل؟ أرجوكم أفتوني في أمري، فأنا عاجزة عن التصرف، وأخشى على أمي أن يأتيها أمر الله وهي لم تترك هذا الأمر، وتتوب عن هذا الفعل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك من كل مكروه.

بارك الله في والدتك التي ظلت طيلة هذه السنوات تجتهد في تربيتكم وإصلاح شأنكم، وقد فعلت ما عليها والحمد لله، ونسأل الله أن يكتب أجرها، وأن يبارك في عمرها.

أختنا الفاضلة: إن المشاعر الفطرية ليست محرمة، وإنما نحن من صعبنا الحلال وضيقناه، ولم نتفهم أن لكل إنسان حاجة فطرية لا بد أن تلبى، ووالدتك ليست بدعاً من النساء وإن كبر سنها، فهي إن كانت في حاجة إلى زوج يؤانسها فالواجب عليكم مساعدتها في ذلك.

لذا ننصحك -أختنا- أن تكوني سنداً لها وأن تذهبي إليها، وأن تحدثيها بكل شفافية وأن تخبريها بأن مرضاة الله عز وجل هي غايتك ومرادك، وأنك معها في كل أمر ليرضى الله عنها، ثم واجهيها بأدب وأخبريها أن هذا فطرة، وأن لك الحق في الزواج.

نعم -أختنا- نريد منك أن تعرضي عليها الزواج من هذا الرجل ما دامت ترتاح إليه وهو جيد، ولا تهتمي بكلام الناس ولا بأقوالهم.

افتحي لها هذا الباب وكوني لها عوناً، واعلمي أن هذا لون من ألوان البر حتى تختم والدتك عمرها -أطاله الله على طاعته- وهي متمسكة بدينها محافظة عليه.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات