السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لديّ صديقة تربطني بها صلة قرابة، وكنا معًا منذ المرحلة المدرسية وحتى الجامعة، في نفس التخصص، مع اختلاف مكان الدراسة، ثم اجتمعنا مرة أخرى في مكان العمل، مع مرور الوقت، بدأت صديقتي تواجه مشكلات مع إدارة العمل، وكنت دائمًا أساندها وأدعمها، حتى أصبحت ضمن دائرتها في هذه الخلافات، ونتيجة لذلك، طلبنا معًا النقل إلى مكان آخر، فانتقلنا بالفعل، وأصبحت كل واحدة منا في قسم مختلف.
بعد سنتين، طلبت مني أن أساعدها في الانتقال إلى قسمي، فرحّبت بذلك وسعيت لنقلها، رغم تحذير زوجي لي من هذه الخطوة، ونُقلت بالفعل، لكن بعد انتقالها، بدأت أشعر أنها تقلّل من شأني، ولا تعير كلامي اهتمامًا، حتى بدأتُ أفقد الثقة في قدرتي على إدارة القسم، على الرغم من إظهارها أن الرئاسة لا تهمّها.
في تعاملها مع الآخرين، كانت تتخذ مواقف حادّة، فترفض الأعذار، وتقطع علاقاتها تمامًا مع من يخطئ في حقها، وكان كل من يشتكي من أسلوبها يأتي إليّ، فأقف معها وأبرّر تصرفاتها، وأحاول توضيح الموقف، رغم أنني كنت أنصحها بيني وبينها بالتراجع عن بعض آرائها، لكنها كانت دائمًا تُبرّر بشدة، مما يجعلني أصمت.
لاحقًا، بدأت مشاكلها مع رئيس القسم، وكانت تُقدّم فيه شكاوى لمدير المنشأة، وكالعادة أرادتني أن أشاركها موقفها، لكن رأيي هذه المرة كان مخالفًا، لأنني لم أعد أرغب بالدخول في مشاكل جديدة، وأعلم أنها هي المخطئة، حاولتُ أن أُقنعها بالتنازل عن موقفها بمساعدة بعض الزملاء، لكنها رفضت، فهي ترى أن من ليس معها فهو ضدها، ثم قررت أن تقطع علاقتها بي، لكنها في المقابل تُظهر أمام الآخرين أن الأمور على ما يُرام، بينما قطعت تواصلها الحقيقي معي، وإن تواصلتُ معها، أجد أسلوبها قد تغيّر تمامًا عما كان في السابق.
في السابق، كنت ألتمس لها الأعذار حتى في مسألة عدم زواجها، أما الآن، فقد بدأت تنشر منشورات تتحدث عن الخيانة، وعدم الوفاء في الصداقة، وكأن المشكلة بي وحدي، سؤالي: هل أصلح العلاقة معها أم الأفضل الابتعاد بهدوء؟