الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم صفات الخاطب الإيجابية ماضيه يجعلني أتردد!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدم لخطبتي رجل يتمتع بالعديد من الخصال الطيبة والإيجابية، طيب، حسن الخلق، يصلي، يؤدي أركان الإسلام، ومحترم.

وصلني خبر موثوق أنه -للأسف- كان يشرب الخمر منذ فترة قريبة، مع العلم أنه لا يشربه يوميًا، بل فقط إذا دعاه أحد أصدقائه للخروج، وهكذا.

أنا محتارة في أمري، فأنا أراه شخصًا مناسبًا لي، وبيننا كيمياء جميلة، وللعلم لم يلمسني قط، ويعاملني باحترام شديد، فهل أوافق عليه؟ وإذا وافقت عليه، هل من الممكن أن يعود إلى هذه العادة في المستقبل؟

شكرًا على تعاونكم واستقبالكم للاستشارات، ووفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحُسن العرض للسؤال، ونحيي إنصافك لهذا الرجل الذي ذكرتِ أنه طيب، وحسن الخلق، ويُصلي، ولديه العديد من الخصال الطيبة، ويؤدي أركان الإسلام، ومحترم، وله إيجابيات كثيرة.

هذه الصفات صفات عالية وغالية، نتمنّى ألَّا تُفرّطي فيها، واحرصي كل الحرص على اغتنام الفرص السانحة، أمَّا الماضي الذي وصلك خبر بأنه كان على سوءٍ، وكان على شرٍّ وتركه -هذا الذي فهمناه من السؤال-، فالإنسان لا يُعاقب على ماضيه، وإنما ننظر في حاله، و"من تاب تاب الله عليه"، و"التوبة تجُبُّ ما قبلها"، و"التائب من الذنب كمن لا ذنب له".

ونعتقد أن دورك كبير جدًّا في تثبيته وإعانته على الخير، فكوني عونًا له على الطاعة، واستبشري بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: "وَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا ‌خَيْرٌ ‌لَكَ ‌مِنْ ‌حُمْرِ النَّعَم"، أو "لِأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلًا ‌خَيْرٌ ‌لَكَ ‌مِمَّا ‌طَلَعَتْ ‌عَلَيْهِ الشَّمْسُ"، فكيف إذا كان الرجل هو الذي اختارك من دون النساء؟! نسأل الله أن يُعينك على الثبات، وأن يُعينك على معاونته على كلِّ ما يُرضي الله تبارك وتعالى.

لا أعتقد أنه مكان للحيرة طالما وجدت هذه الصفات، ووجد الانشراح والارتياح، وأيضًا الالتزام بالآداب الشرعية في مرحلة الخطبة؛ كل هذه مؤشرات مفيدة، وأنت في مقام بناتنا وأخواتنا، فنتمنّى لك الخير؛ ولذلك نقترح أن تُوافقي عليه، وتسألي الله -تبارك وتعالى- له الثبات والهداية، وتسألي الله -تبارك وتعالى- أن يكون لك فيه الخير، وإن كان فيه غير ذلك أن يصرفه عنك ويصرفك عنه، وأرجو أن تصلي صلاة الاستخارة؛ فهي طلب الدلالة إلى الخير ممَّن بيده الخير، ونحن نشرف باستقبال الاستشارات التي فيها نظرة إيجابية، وتفاؤل إيجابي، وحرص على الخير.

زادك الله حرصًا وخيرًا، واحرصي دائمًا على أن تلتزمي بقواعد الشرع؛ لأن التزام المرأة وتمسُّكها بدينها له انعكاسات كبيرة على مَن حولها من الرجال، وخاصة الزوج.

نسأل الله أن يجعلك مفتاحًا للخير، وأن يُعين زوجك (خطيبك) على الثبات، وإكمال الصفات الجميلة الغالية العالية التي ذكرتِها عنه، ونُكرر لك الشكر على الإنصاف والوضوح في السؤال، ونسأل الله أن يُوفقك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُقدّر لك الخير حيث كان ويُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً