الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر وأنا بين الجماعة بأن صدري سينشق وتخرج روحي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي حالة لا أستطيع شرحها لكن سوف أحاول شرح ما يحصل لي أثناء الصلاة.

أحيانًا عندما أصلي الجمعة وأنا خلف الإمام وهو يقرأ؛ أشعر أن روحي سوف تخرج من صدري، وأشعر بالغثيان الشديد، والاختناق.

كانت هذه حالة بسيطة وأنا قادر على تجاوزها والتركيز في الصلاة، لكن اليوم في صلاة الفجر أتاني نفس الشعور، وكان قويًا جدًا لدرجة أنني أتلوى، ولا أستطيع الوقوف، وصدري سوف ينشق وتخرج روحي منه؛ حتى أني بعد الصلاة جلست على الأرض، ولا أستطيع التحرك، وبعد فترة زال الألم، وأصبحت طبيعيًا من جديد، هل من تفسير لهذه الأعراض؟ وما سببها؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي حدثت لك تدل على وجود نوع من الخوف الاجتماعي، أو نوع من الرهبة الاجتماعية التي قد تحدث لبعض الناس الذين لا يطيقون التجمعات أيًّا كان نوعها حتى في الصلاة، والحالة -إن شاء الله- بسيطة.

أرجو أن لا تعطيها أي تفسيرات أخرى، هو نوع من قلق المخاوف الذي يسمى بالرهاب الاجتماعي، وما شاء الله أنت تقدمت الصفوف، وكنت خلف الإمام وهذا أمر جيد، فهنا درجة التعرض أو التعريض كانت عالية؛ لذا حدثت لك هذه الحالة، والذي يحدث هو: فجأة يكون هنالك إفراز زائد لمادة الادرينالين، وذلك من خلال زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي.

وزيادة الادرينالين طبعًا تؤدي إلى الشعور بالاختناق والغثيان، وربما تسارع في ضربات القلب، ويحس الإنسان بخفة شديدة في رأسه، وقد يضطرب التركيز كثيرًا، والبعض يرى أنه سوف يسقط أرضًا..وشيئًا من هذا القبيل، وهذا ليس صحيحًا، هي مشاعر بالفعل يتحسسها الإنسان لكنها لا تقع أبدًا، أرجو أن تطمئن تمامًا.

وأهم شيء في العلاج هو المزيد من التعرض والتعريض، لا تتجنب أبدًا، قم بالصلوات الخمس -إن شاء الله- في المسجد، وبقدر المستطاع تكون في الصف الأول، وإن توسطت الصف تكون خلف الإمام هذا سوف يكون في قمة التعريض، فأكثر من هذا، ومهما تأتك من مخاوف وتوجسات فحاول أن تتجاوزها، وطبعًا المزيد من التعريض مع منع الاستجابة -كما يسمى- يؤدي -إن شاء الله- إلى التواؤم، وإلى التكيف، وإلى التأقلم؛ مما يجعل هذه المخاوف تنتهي تمامًا.

هو نوع من القلق الحاد وليس أكثر من ذلك، وأريدك على مستوى الحياة عامة أن تلجأ لمزيد من التعريض، مثلًا: في الصف الدراسي دائمًا كن في الصف الأول، وكذلك شارك في المناسبات الاجتماعية؛ كالأعراس والتعازي، وأن تخرج مع الأصدقاء، وتمارس رياضة جماعية، مثل لعب كرة القدم؛ هذا كله نوع من العلاج السلوكي المهم والفاعل جدًا.

أريدك أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة على وجه الخصوص مفيدة جدًا، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تستفيد من هذه البرامج، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها 2136015، أرجو أن تطلع على هذه الاستشارة، وتستفيد منها -إن شاء الله تعالى-.

إذًا عليك المزيد من التعريض والتعرض، وتجنب التجنب، وحقر هذه الأعراض تمامًا، وأن يكون لك برامج اجتماعية تكثر فيها من التفاعلات الاجتماعية الإيجابية، وإن شاء الله تعالى سوف تختفي هذه الظاهرة.

طبعًا توجد علاجات دوائية لكن نسبة لسنك لا ننصح باستعمال الأدوية، إلا إذا أصبحت الأعراض من الصعب التحكم فيها ففي هذه الحالة تذهب إلى طبيب نفسي ليقدم لك المزيد من الإرشاد، ويصرف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، والتي تناسب عمرك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً