السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خير الجزاء يا أستاذ أحمد مجيد الهنداوي، وسأكتب الآن لك بعض التفاصيل:
أولاً: أنا وخطيبي مكتوب كتابنا؛ لهذا خرجت معه، والحمد لله لم أخرج معه وحدنا رغم ذلك، إلا 3 أو 4 مرات فقط، لكنا نجلس وحدنا أحياناً ولا أعرف ماذا يمكنني أن أساله؛ لأكتشف جوانب شخصيته؟
سألتني أيضاً عن المخالفات التي يقوم بها، وسأكتب ما أعرفه، وهي:
- يقضي صلاة الفجر عادة؛ لأنه يكون نائماً، فهو يتأخرليلاً في النوم، وأحياناً لا يصلي السنن الرواتب بعد كل صلاة، مع أنه يصلي بعض صلواته في المسجد!
- يستمع للأغاني، وأيضاً يستمع أحياناً للقرآن والدروس في طريق عمله، ويسهر مع أصحابه أحياناً إلى الفجر، ويقضون وقتهم بلعب (الشدة)، ومشاهدة التلفاز، (ويؤرجلون)، وهو غير ملتح، وهذه أهم المخالفات التي أعرفها عنه.
ولكننا اتفقنا على النهوض لصلاة الفجر أكثر من مرة، وفعلاً نهض وصلاها في المسجد، وقال لي مرة: إنه يريد أن يكون أفضل مما هو عليه، ويريدني أن أصبر عليه.
قبل فترة اتصل هاتفياً وقال لي: إنه آسف؛ لأنه لم يحضر لي هدية، فقلت له: لا يهم، وجزاك الله خيراً، فنسي الموضوع كالعادة، لكنه دعاني للخروج ودعاني لتناول الطعام في مطعم، وقال: إنه لا يأتي إلى هذا المكان إلا مع الناس المميزين بالنسبة له، أي: أنني مميزة بالنسبة له!
أما بالنسبة لأخلاقه، فأهم ما أعرفه عنه هو أنه والحمد لله أمين جداً في العمل، حتى أن صاحب العمل يسلمه كل شيء، من نقود وحتى سيارته الخاصة وأوراقه المهمة، ويبعث له رسائل يخبره فيها أنه أفضل من أخ.
وهو أيضاً اجتماعي، فله أصدقاء كثر، ويخدم الناس ومحبوب وأنيق في مظهره ومستقل الشخصية، وصاحب قرار، ولكنه في المقابل عصبي جداً، وكسول ويحب النوم كثيراً، ويحلم بحياة عادية جداً، وقد سألته مرة: كيف تريد حياتك؟ فقال: نتزوج ونخلف ونموت وندخل الجنة!
لكن أنا لا أريد أن أعيش هكذا! أريد أن أعمل لدين الله، وأن يكون لنا دور في نهضة الأمة، وأحلم بأسرة مؤمنة مجاهدة تنصر دين الله، وتحمل هم الإسلام والأقصى، وقد أخبرته ذلك فكان عادياً!
لكن أنا قبل أن أوافق عليه -مع العلم أنه من أبناء عمومتي وأخته زوجة أخي- جلست معه وحدنا، وقلت له: إن أهم شيء في حياتي هو الدين والدعوة، فقال لي: إنه لا يمكن أن يمنعني عن أي شيء للدين.
لكن أحياناً كثيرة أخاف أن يعترض أو يمنعني؛ فأنا أخرج مرتين في الأسبوع لحضور مجالس علم وهي حياتي! وأعطي في بيتي درسين في الأسبوع كذلك، وأخبرته بهذا فلم يعترض، ولكنه يسألني أحياناً: لو طلبت منك عدم الخروج، فهل ستوافقين؟ فأخاف أكثر وأجيبه: لا، لن أخرج دون إذنك طبعاً، ولكن أنت لن تمنعني عن الدين؟!
ترى كيف يجب أن أتصرف؟ وما هي الأساليب والمهارات التي يجب أن أمتلكها؟ وإذا حزنت أو أحسست بالتقصير منه في أمر من أمور الدنيا، فماذا أفعل؟ وهل أحزن أم أصبر عليه؟ وكيف؟ لأنني أريد دعوته إيمانياً أولاً، ثم فكرياً، وكيف أكتشف صفاته وأخلاقه؟ وكيف أتعامل معها؟
أما بالنسبة إلى أهله فالحمد لله، إذ هم دار عمي وهم ملتزمون جداً بالدين، وإخوانه متزوجون، ونساؤهم وأخواتهم مختمرات، وأنا والحمد لله لست خائفة منهم في الدين، ولكن كان سؤالي حول كيفية التعامل معهم، خصوصاً لأنني أخرج أحياناً من البيت، زخصوصاً أمه وأخته وزوجات إخوانه؟ وإذا تدخلوا في حياتنا فكيف أتعامل مع الموضوع؟ خصوصاً في حياتي الدعوية؛ لأن بعض البنات يزرنني في بيتي، فكيف يمكن أن أحس بالاستقلالية؟ وكيف أتعامل؟
أثقلت عليك يا أستاذ، وجزاك الله خير الجزاء عني، وأتمنى أن تزودني ببعض المراجع عن الحياة الزوجية، فلربما أستفيد منها، وكيف أؤثر على خطيبي الآن وبعد الزواج؟ فأنا لا أريده مثلي، لكن أريد أن نحقق التكامل لا التماثل، وأرجو أن لا تتأخر في الإجابة علي.
وجزاك الله خيراً!