السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص غير راضٍ في داخلي، وأرى هذا في نفسي، وأحمد الله بلساني، لكنني أعلم في داخلي أنني لستُ راضيًا، وأعلم أن الله يعلم ذلك، وأقول: "الحمد لله"، ولكن قلبي غير راضٍ، ولا أعلم كيف أصل إلى الرضا بحالي وبمعيشتي.
أشعر أنه لو كنتُ في حالٍ أفضل، لكنتُ حامدًا وشاكرًا عن رضا، ولكان لديّ سلامٌ داخلي.
أدعُو الله أن يُحسِّن من حالي، وأشعر أن ذلك أصلح لي، لأني مُتعب نفسيًا لدرجة أنني لا أستطيع الخشوع في صلاتي، ولا التركيز في حياتي.
أُصلّي وبالي مشغول، مجرد حركات أقوم بها، خالية من حضور القلب مع الله.
كنتُ في السابق أستمع إلى القرآن، أما الآن، فعندما أرى مقطعًا دينيًا، سواء أكان قرآنًا أو خطبة، أُغيّر المقطع وأبحث عن أي شيء آخر.
دائمًا أشعر أن حظي قليل، وأن الله غاضب عليّ، وذات مرة، حدث موقف بيني وبين والدتي، فداعبتُها مازحًا، فدعت عليّ في تلك الليلة، واستُجيب دعاؤها، مع أنها دعت لي كثيرًا بالشفاء، إلا إن الله لم يأذن بعد بالاستجابة.
لماذا استُجيب دعاؤها عليّ في الليلة نفسها، ولم تُستجب دعواتها لي، رغم أنها كثيرة، مع أن الشخص هو نفسه: أنا ؟!
أصبحت لا أفهم شيئًا، أشعر أنني تائه، ولستُ راضيًا عن نفسي، وأحسّ أنني أبتعد عن الله أكثر فأكثر، ولم أعد أشعر بالرغبة في الحياة، وأشعر باختناق شديد.
أنا شخص واقف في المنتصف: لا أنال من الدنيا شيئًا، ولا أستطيع أن أقترب من الله، بل أزداد بُعدًا، أنا حقًا متعب جدًا، ولا أعلم ماذا أفعل، ولا أعرف كيف أحمد الله عن رضا؟ أنا أريد أن أرضى، لكن لا أستطيع، لأنني من داخلي لستُ راضيًا، ولا أجد نفسي مطمئناً!