الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي غاضبة على أخي بسبب زواجه...فكيف أصلح بينهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوج أخي فتاة مسلمة غير ملتزمة، دون موافقة أمي، علمًا بأنه قبل الخطبة أخبرته أمي: "إذا تزوجتها، فلن أكلمك مجددًا"، والآن بعد الزواج حاول أخي كثيرًا إرضاء أمي، وهي تشترط عليه طلاق زوجته للتحدث معه، وهو يطلب مني التدخل لحل المشكلة، وأنا لا أعرف ما الحل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noura حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لكِ الاهتمام والحرص، ونسأل الله أن يُعينكِ على الإصلاح بين الأخ والوالدة، ونسأل الله أن يهدي زوجة الأخ إلى ما يُحبُّه ربُّنا ويرضاه.

لا شك أن إرضاء الوالدة من الأمور المهمّة، وطاعة الوالدة فيما فيه طاعة لله أمرٌ مطلوب، ونتمنّى ألَّا تصل المسألة إلى مرحلة الطلاق، وعليكم جميعًا أن يكون همّكم بذل الهداية لهذه الأخت التي هي زوجة شقيقكِ، لعلَّ الله تبارك وتعالى أن يهديها، وأيضًا نتمنّى أن يجتهد زوجها في دعوتها إلى التمسك بآداب دينها، وطاعة الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

ونحب أن نُشير أيضًا إلى أن تديُّن الأخ أيضًا من الأمور المهمّة؛ لأن المرأة تتأثّر بزوجها، فإذا كان الزوج متديّنًا وحريصًا على الخير، فإن هذا فيه العون لزوجته من أجل أن تسلك سبيل الهداية، وأُكرّر دعوتي لكم جميعًا إلى بذل الهداية لها، وبُشرى لكم وله بقول النبي ﷺ: (لأن يهدي الله بكِ رجلًا واحدًا -طبعًا أو امرأة- خيرٌ لكِ من حُمْر النِّعم).

وأيضًا اجتهادكِ في إرضاء الوالدة عنه لتكونوا جميعًا يدًا واحدة، وإعطاء زوجة الأخ فرصة؛ لأنه طبعًا لَمَّا تزوجها كانت فيها إيجابيات، وإن كانت هذه السلبية خطيرة، وهي عدم الالتزام ، وكثير من الزوجات يحرصن على إرضاء الزوج، فعلى الزوج أن يُبرز لها أهمية الاستقامة على أمر الله، ويدعوها إلى التمسُّك بآداب هذا الدِّين العظيم، ومن ذلك الالتزام في موضوع اللباس، ونتمنَّى أن تُخفف الوالدة أيضًا من ضغطها، وتكونوا جميعًا -كما قلنا- عونًا لهذا الأخ، وعونًا لزوجته على السير في الطريق الذي يُرضي الله.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً