الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن أتزوج امرأة وتكون غير صالحة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل أريد الزواج، ولكنني خائف من موضوع العلاقات غير الشرعية، بمعنى أني أخاف أن زوجتي في المستقبل يكون لها أصدقاء رجال، وهذا يخيفني، لأن كثيراً من الناس الذين لديهم علاقة مع النساء أقول لهم: إن هذا حرام، فيقولون: إنه حلال، ونحن إخوة، وإذا قلت لهم: هناك آية فيها (ولا متخذات أخدان)، يقولون لي: إن معنى الآية، لا تتخذوا أصدقاء لتزنوا معهم، ونحن لا نزني.

كذلك إذا قلت لهم: هناك آية فيها (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)، يقولون: نحن نأخذ بالرأي الذي يقول إن النقاب ليس فرضاً، وبتالي ننظر والأمر طبيعي، وإذا قلت لهم: هناك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في التحذير من الخلوة، يقولون: نحن لا نخلوا بهن، وهكذا، ولقد أصبحت خائفاً جداً من أن زوجتي تتخذ أصدقاء من الرجال، وتقول: إن الصداقة حلال، وطبيعي.

أليست هذه خيانة؟ فماذا أفعل؟ أريد أن أتزوج من واحدة لا تخونني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتفهم مشاعرك ومخاوفك تجاه هذا الموضوع، وهو أمر طبيعي أن تشعر بالقلق حوله، خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية الحالية، حيث تتداخل الكثير من الآراء والممارسات، والزواج هو علاقة مقدسة تعتمد على الثقة والاحترام المتبادل بين الزوجين، ومن حقك أن تطلب وتبحث عن شريكة حياة تشاركك نفس القيم والمبادئ.

فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع هذا الأمر:
1- قبل أن تدخل في أي علاقة زواج، من المهم أن تكون واضحًا مع نفسك أولاً، ومع الزوجة المستقبلية حول القيم والمبادئ التي تعتبرها غير قابلة للنقاش، إذا كانت هذه الفتاة ترى أن العلاقات مع الجنس الآخر خارج إطار الزواج هي أمر مقبول، فعليك أن تناقش هذا الأمر معها بصراحة ووضوح منذ البداية.

2- ابحث عن امرأة تتفق معك في فهمك للعلاقة بين الرجل والمرأة، والتي ترى الأمور من نفس المنظور الشرعي، هناك نساء كثيرات يلتزمن بتعاليم الدين الإسلامي، ويشاركنك نفس القيم، وقد جاء في الحديث الصحيح: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ).

3- في العلاقة الزوجية، يجب أن يكون هناك تواصل مستمر بين الزوجين، إذا شعرت بالقلق من تصرفات معينة، يجب أن تناقش ذلك مع زوجتك بشكل هادئ، ومن دون اتهام، من المهم أن يتم بناء الثقة بينكما على أساس الحوار والاحترام.

4- قد يكون من المفيد أن تتعلم وتبحث أكثر في أمور الدين والشريعة، وكذلك أن تشجع الفتاة على ذلك، التفقه في الدين يساعد على فهم الأحكام وتطبيقها بشكل صحيح.

5- الزواج من أهم القرارات في حياة الإنسان؛ لذا من الضروري أن تلجأ إلى الله بالدعاء والاستخارة، تطلب منه أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تكون سندًا لك في الدنيا والآخرة.

الزواج علاقة مبنية على الحب والمودة والرحمة، والله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) [الروم: 21]، لذا عليك أن تتوكل على الله، وتسعى للزواج بالطريقة التي ترضي الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، مع الالتزام بالقيم التي تؤمن بها.

أما هؤلاء الذين ذكرت ردودهم؛ فهم من الواضح أنه ينقصهم الكثير من العلم، وهم في أمس الحاجة لفهم تعاليم شرعنا الحنيف؛ لأن الأمر ليس كما ذكروه، فلا تلتفت لهم، واصحب الخيار من الناس، أهل الالتزام والاستقامة، وتعلم العلم الشرعي الذي ينفعك الله به ويرفعك به درجات.

نسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك، وتكون لك عونًا في دينك ودنياك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً