الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو سبب التغير السريع لحالة الكبد، وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 47 سنةً، قبل سنة اكتشفت قدراً من خلال فحوصات الدم ارتفاعًا في إنزيمات الكبد، وتم التأكد من عدم وجود فيروسات، وفحص المناعة كان سلبيًا، وقمت بعمل منظار علوي وسفلي، والنتائج كانت سليمةً، ولكن الدكتور شخص حالتي بالكبد المناعي الذاتي، وأعطاني دواء ursa 250، لكن الوظائف لم تصل إلى المعدل الطبيعي.

علمًا بأني قمت بعمل رنين مغناطيسي، وأشعة مقطعية قبل عام، وكان شكل وحجم الكبد طبيعيًا، ومتجانسًا، وقد طلب مني الدكتور عمل خزعة، ورفضت إجراءها، وقبل أيام طلب مني الدكتور عمل رنين مغناطيسي للقنوات الصفراوية والكبد، وتفاجأت بأن الكبد قد تغير، وأصبح غير متجانس، وهناك العديد من الآفات بالكبد تغطي معظمه، وغير محدد إن كانت خبيثةً أو حميدةً، كما تم فحص أورام الدم، وكانت النتيجة ضمن الطبيعي، ولا يوجد تليف، ولا أشتكي من أي أعراض، فما هو سبب التغير السريع لحالة الكبد؟

أرجو الإفادة، مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرض الكبد المناعي الذاتي autoimmune liver disease، ويسمى التهاب الكبد المناعي الذاتي، وهو حالة طبية، تحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الكبد عن طريق الخطأ، ويعتبر هذا المرض نوعًا من أمراض الكبد الالتهابية.

ويتم التشخيص بعد فحص إنزيمات الكبد، وفحص مؤشرات الفيروسات B & C للتأكد من عدم وجود التهاب فيروسي في الكبد، ومن خلال التاريخ الطبي، والفحص السريري، للتحقق من علامات المرض، مثل: اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، والتورم.

ويتم التشخيص أيضًا من خلال فحص مستوى إنزيمات الكبد، والتي قد تكون مرتفعةً في حالة التهاب الكبد، وبعض اختبارات المناعة مثل: الأجسام المضادة للأنوية (ANA)، والأجسام المضادة للعضلات الملساء (SMA)، وأجسام مضادة أخرى، التي تشير إلى وجود التهاب كبد مناعي ذاتي.

كما يتم التشخيص من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية للكبد لاستبعاد الحالات الأخرى، وللتأكد من عدم وجود تلف كبير في الكبد.

والأمر المهم كما قال لك الأطباء من خلال أخذ عينة، أو خزعة من نسيج الكبد، وفحصها تحت المجهر للتأكد من وجود التهابات، أو ضرر، والخزعة أو العينة هي التي تحدد سبب أي تغيرات في أنسجة الكبد، ولذلك يفضل إجراؤها.

بمجرد تحديد التشخيص بدقة يمكن للطبيب وضع خطة علاج مناسبة للمريض من خلال:
تناول الأدوية المثبطة للمناعة، مثل: الكورتيكوستيرويدات (مثل بريدنيزون)، والأدوية المثبطة للمناعة مثل: (أزاثيوبرين أو ميسالازين) لتقليل الالتهاب، ومنع تلف الكبد.

ودواء ursa 250، أو حامض يوروديوكسي كوليك Ursodeoxycholic Acid يثبط تصنيع وإفراز الكولسترول في الكبد، ويحول دون امتصاصه في الأمعاء؛ مما يقلل نسبته في الأحماض الصفراوية التي تفرزها المرارة، وفي حصى المرارة؛ مما يساهم في تفتيتها، ويساعد بالتالي على علاج التهاب الكبد ذاتي المناعة.

مع أهمية العمل على تغيير نمط الحياة من خلال: تناول طعام صحي ومتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، ومن المهم إجراء فحوصات دورية لوظائف الكبد، ومراقبة أي مضاعفات قد تحدث، وهناك بعض المكملات الغذائية التي تدعم وظائف الكبد، مثل: ضبط مستوى فيتامين D، وتناول فيتامين E المضاد للأكسدة، وتناول كبسولات أوميجا3، وهناك بعض المستخلصات النباتية، مثل: حليب الشوك milk thistle، الذي يدعم صحة الكبد.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً