السؤال
السلام عليكم
أعاني من البطالة منذ سنتين، عندما تركتُ التعليم، وازداد الأمر سوءًا عندما أخذ أخي حاسوبه الذي كنت أتعلم من خلاله التصميم والبرمجة؛ ليبيعه قبل أسبوع، من أجل شراء مخدرات.
كنت قد تركت التعليم بسبب موقف من أحد المدرسين، إذ لم يعجبه شعري، مع أنه ليس فيه قزع، فطلب من المدير طردي يوم الامتحان.
قررت أن أتابع تعلّمي من حاسوب والدي -رحمه الله-، وبعد أن وصلت إلى مرحلة جيدة في التصميم، تعطّل الجهاز ولم أتمكن من إصلاحه، ثم اشترى أخي حاسوبًا بعد ذلك بشهرين تقريبًا، لكنه تركه لأنه لم يكن بحاجة إليه، فأذن لي باستخدامه.
عدت للتعلم من جديد، لكن نسيت ما تعلمته سابقًا، والجهاز تعطّل مرة أخرى بدون سبب واضح، وتأخرت كثيرًا في إصلاحه، وعندما أصلحته، تكرّر نفس السيناريو، ولم أستطع أن أعود كما كنت، وأصبحت أشعر أنني لا أفهم شيئًا.
بعد ذلك، عدت لكتابة القصص القصيرة كهواية، لكنها لم تكتمل أيضًا، أنا نشأت بين أمّ وأب منفصلين، وكنت عند والدي، الذي جعلني أعيش عند جدّتي من سن 8 سنوات حتى 14، واستعبدوني؛ لأنهم لم يكونوا يعاملونني معاملةً آدمية.
باختصار شديد: أنا ابن بارّ بأمّه، وهذا ما تقوله لي، وأحاول أن أتعلم ديني بشكل أفضل، وأقرأ لابن تيمية، وابن الجوزي، وابن القيم، وقد استفدت منهم كثيرًا، وسمعت السيرة النبوية مرتين، وأنوي أن أقرأها -بإذن الله-، وقد وفقني الله إلى الالتزام بالصلاة منذ ثلاث سنوات.
أما والدتي، فأكثر ما يؤلمها أنني عاطل، وقد وصف لها الطبيب علاجًا للاكتئاب، وأخي مدمن مخدرات، أيضاً عاطل، يسرقنا، ويسيء إلى أمي كثيرًا، أما أبي، فقد كان ظالمًا لأبنائه ولزوجته، وقد توفّاه الله منذ سنتين، وأنا حقًا أريد أن أتعلم شيئًا ينفعني في ديني ودنياي، وأتكسّب منه رزقًا حلالًا، لدي الوقت والصحة، والحمد لله وحده.
لكن الآن، كل ما كنت أعتمد عليه قد ذهب، ليس لدي أصدقاء إطلاقًا منذ سنتين تقريبًا، وقد فشلت في كل شيء، ولكنني لم أيأس من رحمة الله: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).