السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، عمري 21 سنةً، أسكن مع أسرتي المكونة من 8 أفراد، ونعيش في شقة صغيرة جدًا، مكونة من غرفتين صغيرتين، ونعيش بطريقة سيئة جدًا؛ فالبعض منا لا يجد مكانًا ينام فيه، وكل ما أملكه في هذا المنزل هو فراشي، وأنا أريد غرفةً مستقلةً، أريد أن أشعر بالقليل من الخصوصية، ولكن لا أستطيع.
وطالما سمعت عن حديث يتكلم عن فصل البنات في المضاجع، ولكن في منزلنا لا يتم فصل الأولاد عن البنات؛ لأنه لا توجد مساحة؛ فأخي الصغير كان ينام مع أمي، وأمي تعامله معاملة الأطفال، وأختاي الصغيرتان حتى عمر 14 عاماً ينامان في نفس الفراش، وأبي راضٍ بذلك، وفخور أنه قد وفر شقةً صغيرةً لأولاده ولم يتركهم ليتشردوا، وغير مبالٍ بأوضاعنا أبدًا، بل يعتقد أننا نعيش في نعيم، كأنه يتعامل معنا بدونية!
أما أمي فهي تحترمه، وتراعي ظروفه دائمًا، وتعلم إخواني الاتكالية والإهمال؛ لأنها تجبرني على عمل الأعمال المنزلية وحدي، بينما أختي الكبيرة مستلقية طوال اليوم، وإخوتي الذكور كل عملهم هو إحضار الخبز والماء، ورمي سلة المهملات بمقابل مادي، وليس مجانًا، بينما أنا مسؤولة عن الأعمال المنزلية منذ الصغر، فمنذ أن كان عمري 8 سنوات وأنا أساعد أمي، وتعاملني وكأني بالغة، بينما إخوتي الذين تبلغ أعمارهم 17 سنةً تعتبرهم أطفالاً صغارًا، وكم كانت تؤنبني بسبب توسيخ إخواني وأخواتي للمكان، وتصفني بالكسل، كما أنها لا تثني عليّ، ولكنها في المقابل تقول بأنها تعمل كل شيء في المنزل، بينما هي تقوم بتحضير الطعام فقط.
إخوتي مهملون جدًا؛ فعندما يأكلون الطعام فإنهم يرمون البقايا أو القشور على الأرض، وأكون أنا المسؤولة عن تنظيفها، فتوبخني وكأني أنا سبب تلك الفوضى!
أشعر بضغطٍ رهيبٍ جدًا، عدى عن هذا فجارتنا ساحرة، وتقوم بأذيتنا.
أشعر بكل أنواع الدمار النفسي، وكل ما أريده هو الهروب من هذا الواقع، لماذا أتحمل مسؤولية إخواني وأخواتي؟ لماذا قاموا بإنجاب 6 أبناء بدون تخطيط، واهتمام لمستقبلهم؟ أنا لا أذمهما، وأعترف بفضلهما، لكن هذه هي النقطة الحساسة التي أشعر أنها تضغط على صدري دائمًا، أريد أن أعرف إذا كان هذا ابتلاء؟ وكيف أرضى وأحتسب؟