الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت حياتي بعد الثانوية وأشعر أن حياة الكبار مملة!!

السؤال

عمري 19 سنة، تخرجت من الثانوية بمعدل جيد، وفجأة تغيرت حياتي، ولا أعلم سبب هذا الانقلاب المباشر، ولم أعد أستمتع بحاضري، وكذا تفكيري في المستقبل.

أحسست كأني كبرت فجأة، وأني سأخسر كل أصدقائي، وأن حياة الكبار مملة، وليست كحياة المراهقين التي قضيت فيها أسعد لحظات حياتي، حتى إني لم أعد أريد الزواج، خوفاً من إنجاب أطفال، وتحمل مسؤولية تربيتهم، وقد استولت الأفكار السوداء على عقلي، إلى أن فكرت لبرهة في إنهاء حياتي، ولكن إيماني بالله منعني، علماً بأني أصلي، وقد زرت أخصائياً نفسياً، ووصف حالي بالاكتئاب، لكن من ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وأحمد الله تعالى لك على أمرين:

الأمر الأول والأهم: إيمانك بالله عز وجل، الذي منعك من أن تؤذي نفسك، وعلى التزامك بالصلاة، ولله الحمد على هذا.

الأمر الثاني الذي أحمد الله تعالى لك له: أنك نجحت بمعدل جيد -ولله الحمد- من الثانوية، وأنتِ الآن على مرحلة جديدة من حياتك، ومن الطبيعي -أختي الفاضلة- أن تتغير نظرتك لنفسك وللآخرين وللحياة، طالما أنك أنهيتِ الثانوية، وعلى وشك أن تبدئي بالجامعة، وهي مرحلة مختلفة جدًّا عن مرحلة الثانوية.

كنت أتمنى لو ذكرتِ لنا التخصص الذي ستدرسينه في الجامعة، على كلٍّ: معظم الناس عندما ينهون الثانوية وينتقلون إلى التعليم الجامعي؛ فإنهم يكونون في مرحلة نضج مختلفة، فتتغير نظرتهم لأنفسهم وللحياة وللناس الآخرين، ولذلك أنتِ تتساءلين هذه الأسئلة عن حياة الكبار -كما أسميتهم- وكأنك تفتقدين حياة المراهقة، وما ذكرتِ من موقفٍ جديدٍ تجاه الزواج، وإنجاب الأطفال وتحمل المسؤولية.

أختي الفاضلة: كل هذه الأسئلة سيُجاب عليها تباعًا من خلال الأيام والسنين، ولكن ركزي الآن -يا رعاك الله- على أن تدخلي الجامعة بهمَّة ونشاط، أمَّا القضايا الأخرى من زواج وإنجاب فدعي أمرها لتيسير الله سبحانه وتعالى، متمنيًا لك تمام التوفيق والتفوق، وأدعو الله تعالى أن يثبتك، وأن نسمع منك أخبارك الطيبة، أخبار نجاحاتك في الدراسة وغيرها.

أمَّا ما ذكرتَه لك الأخصائية النفسية من أنك مصابة بالاكتئاب، فأنا أُعيد النظر في هذا، هل هو اكتئاب حقيقة، أم مجرد انتقال من مرحلة إلى أخرى؟ وهذا أمر طبيعي.

تسألين الاكتئاب من ماذا؟ ليس بالضرورة أن يكون هناك سبب واضحٌ، إلَّا أن الإقبال على حياة جامعية جديدة، يحمل الكثير من التوتر والقلق، والذي سيخف من خلال أيام من دخولك الجامعة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً