السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حاولتُ جاهدًة أن أُمارس النهي عن المنكر حتى مع الغرباء، وحاليًا أشعر أن الأمر أصبح أبسط بكثير؛ إذ أركّز على أن يكون النهي بلا تردد، وكأنه حديث عادي، والحمد لله، معظم ردود الأفعال إيجابية.
مع العلم أنني في البداية كنت أعاني من التردد والخوف، وقلة الثقة بالنفس؛ ربما بسبب استعداد جيني، ولكن بعد أن غيّرت قناعاتي وقويت ثقتي بنفسي -بفضل الله أولًا- أصبح الأمر أيسر بكثير، وأشعر بأنه بات نابعًا من داخلي، وليس فقط نتيجة كثرة الممارسة.
سؤالي ينقسم إلى جزئين:
الجزء الأول: بطبيعتي لا أخرج كثيرًا، ولا أتعامل بشكل واسع مع الناس، وأخشى أن أتقاعس عن أداء هذه الفريضة مع الوقت، أو أن تقل مهاراتي الاجتماعية، علمًا بأنني أحيانًا أُقلّل من الخروج، بسبب انشغالي بطلب العلم الشرعي، وليس هروبًا من التعامل مع الناس، فهل يعتمد الأمر أكثر على القوة الداخلية ونظرتنا لأنفسنا، أم على الممارسة الاجتماعية الفعلية؟
الجزء الثاني: إذا ركبت وسائل النقل العامة، وكانت أمامي امرأة متبرجة، لا أنهى عن المنكر، خوفًا من لفت الأنظار بطريقة تُزعجني نفسيًا، لكنني أحيانًا أنصح من تجلس بجواري، وأتجنّب نصح امرأة برفقة زوجها، أو في مواقف مشابهة، ومع ذلك، أُمارس النهي في مواقف أخرى، فهل أُعتبر مقصّرة؟
أرغب في فهم معنى "النهي عن المنكر قدر الاستطاعة" هل يكفي أن أنهى أربعة أو نحو ذلك، في الموقف الواحد، ثم أُغادر؟
وجزاكم الله خيرًا.