الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خاطبي يرفض قطع صيام النافلة في أيام العرس.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تمت خطبتي لشاب يحافظ على صيام الاثنين والخميس، ولا يفطر عنهما أبداً إلا لعذر بالغ الشدة، فإذا اضطر لذلك، مثلًا: استجابة لدعوة، يعوض صيام النفل في يوم آخر.

أخبرني قائلًا: إنه إذا كان يوم زواجنا يوم الخميس، فلن يفطر، لكن هذا قد يؤثر على مستوى نشاطه خلال اليوم، خاصة في الساعات التي تسبق المغرب، حيث سنكون نلتقط بعض الصور التي قد ترهقه.

استفساري: هل أخبره أن يفطر أم لا؟ وهل هو يشدد على نفسه بهذا الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بكِ -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يبارك لكِ في خاطبك هذا، وأن يتمّم زواجكما ويعجّل به، ونشكر لكِ تواصلكِ مع الموقع.

وبخصوص سؤالك نقول: إن هذا الرجل موفَّق -إن شاء الله تعالى-، وينبغي أن يُشجَّع على الخير، وأن تكوني سندًا له على فعل الخيرات، فإن استقامة الزوج وصلاحه، يعود على الأسرة كلِّها بالبركة والصلاح، فكوني له عونًا وسندًا على ما يقصده ويريده من الخيرات.

وبخصوص المحافظة على صيام يومَي الاثنين والخميس، فهذه سُنّة حسنة، والدوام عليها أمر حسن، وقد كان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- إذا عمل عملاً أثبته، أي داوم عليه، وقال: "أحبُّ العمل إلى الله أدومُه" فالسنة أن يداوم الإنسان على الصيام الذي اعتاد عليه، ولكن العبادات مراتب، وقد تكون العبادة الفاضلة في وقتٍ ما مفضولة ومرجوحة في وقت آخر، بسبب معارضتها لما هو أولى منها وأهم.

ولهذا نصّ الفقهاء على أنه إذا دُعي الإنسان إلى وليمة العرس، وطلب منه الداعي أن يُفطر، فإن الأفضل أن يُفطر تأنيسًا لأخيه المسلم، وإظهارًا للسرور والفرح بفرحه، فهذه عبادة رآها الفقهاء أعظم درجة، وأعلى رُتبة من المحافظة على الصيام، فينبغي أن يقيس المسلم عباداته بحسب أثرها، وقربها إلى الله تعالى، ونفعها القاصر والمتعدي، وبهذا يكون دائرًا مع محابّ الله تعالى، وليس مع عادته، فانصحي زوجك بأن يتفقه في دين الله تعالى، وكوني عونًا له على ذلك.

وأمّا بخصوص العرس في ذلك اليوم: فالأولى أن يكون العرس في غير يوم صومه، وهذا أمر ممكن، وفيه تجنّب أيضًا لأي احتمال لوقوع خلاف بينكما من اللحظات الأولى، فإذا لم يمكن إلا أن يكون يوم الخميس، فينبغي أن يُنصح برفق ولين بأن يفعل ما هو أولى وأهم، وإن كان يقدر على الصيام مع الاستمرار في ما يُطلب منه في ذلك اليوم من استقبال ضيوفه ونحو ذلك، فهذا شيء حسن، وإن لم يكن كذلك، فنحن ننصحه بأن يُفطر في ذلك اليوم، عملاً بقول الفقهاء في استحباب الفطر في وليمة العرسن إذا كان الداعي يريد منه أن يفطر، بما يترتب على ذلك من مصالح ومنافع أخرى.

نسأل الله أن يوفقكما لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات