السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما هو أفضل علاج للحساسية تجاه الغبار والعطور والدخان؟

تكون الأعراض عندي عبارة عن صداع وفتور؛ لذلك تركت استخدام العطور، وأتجنب الغبار والدخان والروائح النفاذة، كما أنني أتحسس أحيانًا من بعض أنواع السمك؛ مما يؤدي إلى تقيؤي بعد تناولها.

بماذا تنصحوني:
- هل تنصحون بعطور لا تسبب أي تهيج؟
- ما هو أفضل دواء أستخدمه عند اللزوم؛ لأنني أتعرض أحيانًا لمثيرات الحساسية؟
- وهل هناك دواء يعالج مشاكل الحساسية بشكل دائم؟
- هل الحساسية لها علاج دوائي أم أنها لا تُشفى؟
- كيف أتعامل مع الحساسية؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العلاج الأمثل للحساسية يكون بتجنب مسبباتها والابتعاد عن التعرض لعواملها الخارجية، ومع ذلك فإن الصداع والشعور بالفتور لهما أسباب متعددة، في حين أن التعرض للغبار أو العطور أو الدخان قد يؤدي تحديدًا إلى حساسية الجيوب الأنفية، كما قد يسبب حساسية الصدر، وتتمثل أعراض حساسية الصدر بشكل رئيسي في صفير في الرئتين، وضيق في التنفس، وسعال جاف.

وعمومًا؛ فإن حساسية الجيوب الأنفية وحساسية الصدر (الربو) يشتركان في كثير من الأسباب، مثل: العطور، والدخان، والغبار، وروث الحيوانات، وغيرها من مسببات التحسس.

فإذا كنت تعاني من الشخير أثناء النوم، وضعف في حاسة الشم، وشعور بانسداد في الأنف، يرافقه صداع خصوصًا عند السجود، فهذا يرجّح إصابتك بحساسية الجيوب الأنفية.

ولتخفيف أعراض حساسية الجيوب الأنفية؛ يمكنك الاستنشاق بمحلول ملحي (بإذابة ملعقة صغيرة من الملح في نصف لتر من الماء المعدني)، وضخّه في إحدى فتحتي الأنف حتى يخرج من الفتحة الأخرى؛ مما يساعد في إزالة الإفرازات وتخفيف الاحتقان، وتتوفر في الصيدليات مضخة بلاستيكية مخصصة لهذا الغرض، كما يمكنك استخدام سرنجة سعة 20 مل (بدون الإبرة) لأداء هذه المهمة.

وفي حال تعذّر استخدام المضخة، يمكن الاكتفاء بالاستنشاق المباشر للماء المالح، كما يُنصح باستخدام بخاخ أنفي يحتوي على الكورتيزون (مثل Nasonex)، بختتين في كل فتحة أنف مرتين يوميًا، مع تناول مضاد الهيستامين (Telfast 120 mg) مرة واحدة يوميًا قبل النوم، كما يمكنك تناول أقراص مسكنة عند الحاجة للتخفيف من الصداع والألم.

أمَّا إذا كنت تعاني من صفير في الصدر، وكحة جافة، وضيق في التنفس، فهذا يشير إلى حساسية الصدر.

وبسبب تشابه الأسباب بين حساسية الصدر وحساسية الجيوب الأنفية، يعاني الكثير من الأشخاص من كلا الحالتين في الوقت نفسه؛ لذا يُنصح بعمل قائمة بالمواد التي تؤدي إلى ضيق التنفس لتجنبها مستقبلاً.

ومن المهم التنبيه إلى أن التقيؤ بعد تناول السمك لا يُعدُّ من أعراض الحساسية، بل قد يُشير إلى وجود مشكلة في المعدة، مثل الإصابة بجرثومة المعدة، ولا بأس بإجراء تحليل جرثومة المعدة (عينة براز) للتأكد.

ومن الجيد أن تذكر لنا: هل سبق أن تم تشخيصك بالربو؟ وهل تعاني من ضيق في التنفس عند التعرض للمؤثرات الخارجية؟ وهل سبق أن وُصف لك بخاخ للربو؟ يُرجى إعادة صياغة شكواك بشكل دقيق وفقًا لما تشعر به، فكما ذكرت الربو وحساسية الجيوب يشتركان في الكثير من المسببات.

ولا مانع من استخدام بخاخ يحتوي على موسّع للشُعب الهوائية مع مضاد للالتهاب في حال كنت تعاني من صفير في الصدر، فالحساسية عمومًا تُعد من الأمراض الوقائية بالدرجة الأولى، ويقتصر العلاج على تخفيف الأعراض وتجنّب المؤثرات الخارجية.

وأمَّا بخصوص الصداع والفتور، فيُفضَّل إجراء فحص صورة دم كاملة (CBC)، وفحص وظائف الغدة الدرقية (TSH & FT4)، وكذلك فحص فيتامين (D)، وفيتامين (B12)، ومن ثم يمكنك إرسال النتائج إلى موقع إسلام ويب مع ذكر تفاصيل الأعراض التي تعاني منها، وسنقوم بالرد عليك إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.