السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة خطبت منذ أكثر من شهرين لشاب يعمل معي، لكن لم يسبق لي أن صادفته أو تحدثت معه من قبل، وعلمت لاحقًا أنه كان يراقبني منذ أكثر من ستة أشهر، ثم قرر التقدُّم لخطبتي، ولا أعلم ما الذي حدث أو كيف جرت الأمور، فعندما جاء، جلست معه وسألته عن الأمور التي تهمّني، ووجدته موافقًا على أغلب طلباتي، فصليتُ صلاة الاستخارة، وخلال أسبوع تم عقد قراننا.
لكن قبل عقد القران، انتابني شعور بالحزن، ودخلت في نوبة بكاء شديدة، وأخبرت والدتي: إنني لا أريد الاستمرار، لكن لم يستمع إليّ أحد، ولم أكن سعيدة أبدًا.
وبقيت بعد الخطبة على نفس الحال من الاكتئاب والعزوف عن الطعام، حتى إنني فقدت أكثر من ثمانية كيلوغرامات خلال فترة قصيرة، لا أستطيع تقبّله مهما فعل، رغم أنه يحبّني كثيرًا، ويرى أنه حصل على كنز بارتباطه بي، فهو يعلم كم من الأشخاص تقدّموا لخطبتي من نفس مكان العمل من قبل.
هو -والحمد لله- يُصلّي ويصوم، لكنه ليس على مستوى التدين الذي كنت أحلم به.
لا أحب النظر إلى وجهه، وشخصيته تختلف تمامًا عني، بالكاد أجد شيئًا واحدًا نتفق على حبه، لديه صفات أكرهها، مثل: التكبر على الناس، والتقليل من شأنهم لإبراز نفسه، الجميع في نظره، لا يمكن الوثوق بهم، ويسيء الظن كثيرًا، بينما أنا على العكس تمامًا.
كما أنه مفرط في شهوته، يتقرب مني ويفعل ما يشاء رغم رفضي، وقد أخبرته أنني لا أرغب في هذا التلامس الكثير، وأنني غير مرتاحة، لكنه لا يستمع إلي، ويتصرف أحيانًا بغير وعي، حتى أصبحت أكره التواجد معه في نفس المكان، وأشعر بالخوف من دخول أهلي في أي لحظة.
أفكّر كثيرًا في الانفصال، فهذه ليست العلاقة التي كنت أحلم بها، فأنا ملتزمة بلباسي الساتر، وبأداء فروضي، وأُقبِل على تعلّم العلوم الشرعية، فالجميع يشهد لي بحسن الخلق، وكل ما كنت أتمناه رجلًا على قدر من التدين، يأخذ بيدي إلى الجنة.
لكنني اليوم، لست مرتاحة ولا سعيدة، شاردة الذهن طوال الوقت، ولم أعد أتعبّد كما كنت في السابق، أشعر أنني أفقد نفسي، وأخشى اتخاذ قرار أندم عليه لاحقًا.