الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرقي نفسي قبل النوم، رغم ذلك أرى كوابيس وأحلام غريبة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وضعي منذ أن كنت طفلًا في الابتدائي، كانت أمي تعوّدنا قبل النوم أنا وإخواني، أن نقرأ على أنفسنا سورة الناس والفلق والإخلاص، ثلاث مرات، ونقرأ آية الكرسي، ونقرأ "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ثلاث مرات، وتُشغل عندنا القرآن، لكن في ذلك الوقت، كانت تأتيني كوابيس كثيرة.

بعد أن كبرتُ قليلًا، في المرحلة المتوسطة تقريبًا، تركت هذه العادة، فأصبحت أنام طبيعيًا ومرتاحًا، لكن بمجرد أن أشغل القرآن قبل أن أنام أو أرقي نفسي، أرى غالباً أحلاماً غريبة -وليست دائمًا-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات السلام، نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يحميك من كل مكروه، ويصرف عنك كل سوء، ونود أولًا -أيها الحبيب- أن نُذكِّرك بالدعاء الكثير لأمك، في إحسانها إليكم بما عوَّدَتكم من هذه العادة الحسنة، وهي التعوّد على الإتيان بالأذكار المطلوبة من المسلم قبل نومه، فقد أحسنت إليكم إحسانًا كثيرًا، فجزاها الله خيرًا، فأكثروا لها من الدعاء.

جاءت الأحاديث بإثبات ما كانت أمكم تعودكم عليه، وتعلمكم إيَّاه، في الصحيحين أن النبي ﷺ قال عن الآيتين من آخر سورة البقرة: «من قرأ بهما في ليلة كفتاه»، وكثير من العلماء يقول: كفتاه من الآفات، يعني: حَمَتْه من الآفات، وكذلك ورد في الصحيحين «أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، وقرأ فيهما: (قل هو الله أحد)، و(قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس)، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، فعل ذلك ثلاث مرات» وكذلك الدعاء الذي تقوله: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، فإن من قاله ثلاث مرات إذا أمسى لم يضره شيء.

وسماع القرآن لا شك فيه ولا ريب، لأن فيه منافع كثيرة، ومن ذلك أن الشيطان يفر ويهرب من المكان الذي يُذكر فيه الله تعالى بالقرآن الكريم، ولا سيما سورة البقرة، فتبين لك إذًا -أيها الحبيب- أن هذه الأعمال التي تقومون بها، وعودتكم أمكم عليها قبل النوم، أعمال مشروعة، فعلها رسول الله ﷺ، وحث على تعلُّمها والعمل بها، فمن فعل بها فهو مُحسنٌ بلا شك، متابع لرسول الله ﷺ.

ولكن ينبغي أن تدرك -أيها الحبيب- أن الشيطان له حيل، يريد من خلالها صرف الناس عن الأعمال الصالحة والعادات الحسنة، ولا يَبعد أن يكون ما يأتيك من كوابيس حين تواظب على هذه الأعمال، وعلى هذه السنن، إنما هي محاولة شيطانية لصرفك عنها، بحيث أنك تشعر بالراحة والنوم المريح حين لا تأتي بهذه الأذكار، بينما إذا فعلت ذلك أتتك هذه الكوابيس، لا يَبعد أن يكون ذلك نوعًا من مكر الشيطان، ولكنه ليس تسليطًا كاملًا، فلا تزال أيضًا تتمتع بحماية الله تعالى لك، بحيث لا يضرك ويُوصل إليك أذًى كثيرًا.

فنصيحتنا لك إذًا ألَّا تلتفت لهذه الحالة العارضة التي تحصل لك، وأن تداوم على قراءة الأذكار وتتحصن بها، فهي عبادة أولًا تُثاب عليها، ويأجرك الله تعالى على القيام بها، وهي ثانيًا تحصين من أضرار كبيرة، ومصائب جسيمة، فداوم على ما أنت عليه من الخير.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً