السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرًا جزيلًا على هذا الموقع، فقد نفعني كثيرًا.
بعد حصولي على شهادة البكالوريا، خططت أنا ووالدي أن أدرس عامين في مدينتي، ثم أكمل أربع سنوات في جامعة خاصة بمدينة أخرى؛ لأنني لم أنجح في اختبار القبول المحلي.
بعد العامين، هداني الله وتبت إليه، وكأنني أسلمت من جديد، فرفضت السفر بحكم أنه لا يجوز شرعًا، وجلست في البيت، كانت عائلتي قلقة جدًا على مستقبلي، وبعد مرور عام حاولوا إقناعي بالسفر مجددًا، بدأت البحث من جديد، ووجدت (في الموقع) أنه يمكنني السفر بشرطين: أن يرافقني محرم ويقيم معي، أو أن أقيم في سكن داخلي للبنات يكون موثوقًا وآمنًا، وهذا ما اشترطته على عائلتي.
ذهبنا لرؤية جامعة أقرب من تلك التي كانت في المخطط الأول، لكنني شعرت أنها مليئة بعرب يتبعون ملة الكفار، فرفضت الدراسة فيها، كنا على وشك العودة، فأرسلت أختي اقتراحًا لجامعة أخرى في نفس المدينة، ذهبنا لرؤيتها، وكان فيها جامع، أحببت الأمر وشعرت بالطمأنينة.
المشكلة أن والدي كبير في السن ومريض، فلم يستطع السفر معي في كل مرة، فبدأت أتنقل بالقطار وحدي لمدة خمس ساعات، وأشعر بالذنب كثيرًا، أقضي معظم الوقت في قراءة القرآن، لكنني أشعر أنني أعصي الله، فلا أخشع في الصلاة كما كنت، وأشعر بالخجل من نفسي، أكثر دعائي بعد طلب المغفرة أن يرزقني الله زوجًا صالحًا، فأنا لا أريد شيئًا من الدنيا.
انتهى العام، وبدأت المشكلات تتفاقم، التخصص الذي اخترته في هذه الجامعة غير معترف به، فقرر والدي أن يرسلني إلى جامعة أبعد، تبعد 600 كم (10 ساعات بالقطار)، هذه الجامعة تضم جميع أنواع البشر والديانات، وفيها الكفار وأشباههم ممن لا أرتاح لهم، لكنها تتيح آفاقًا أوسع، وسأتعلم فيها كثيرًا، وقد تبدأ مسيرتي المهنية قبل التخرج.
العرض جيد، لكنني لا أريد أن أعصي الله، ولا يمكنني البقاء في مدينتي؛ لأن صلاحية شهادة البكالوريا انتهت، ولم يتبقَّ لي سوى البقاء في المنزل، أنا لا أطلب مالًا أو نجاحًا، لكن يصعب عليّ أن أبقى بلا هدف، وأخشى الفقر.
أسأل الله دائمًا أن يرزقني زوجًا صالحًا، ولا أدري ماذا أفعل. شكرًا لكم.