السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عربي مُقيم في فرنسا حاليًا، وأرغب في الزواج، لقد مرّت قرابة سنة وأنا أبحث عن زوجة صالحة وفق معايير إسلامية، وهي: ألا تُكلّم الرجال، متديّنة، متعلّمة، خلوقة، لا تُصاحب ولا تُصافح، متمسّكة ببيتها... إلخ، وأرى أن هذه المعايير هي معايير الشخص السليم بالفطرة.
لكن في الواقع ومع ما نراه اليوم، أصبحت هذه الصفات من سابع المستحيلات، لديّ أصدقاء يبحثون منذ خمس سنوات ولم يجدوا، وللأسف لا أستطيع تحمّل فكرة الانتظار لسنوات طويلة، ثم أجد نفسي في نفس وضعهم، أنا لا أريد المخاطرة، بل أريد أن أُحصّن نفسي من الزنا ومن مخالطة النساء.
للتوضيح: أنا لست معصومًا من الخطأ، فقد وقعت في ذنوب كثيرة متعلّقة بالنساء، ولكنني تبتُ، وأحمد الله على أنني لم أقع في الزنا الكامل، وأسأله أن يديم ستره وحفظه لي، وكل ما سأقوله لاحقًا مما فعلت، فهو كان قبل توبتي، وأسأل الله أن يتقبلها ويثبّتني.
وجدتُ امرأة لم أُكلّمها حتى الآن، وأرغب في التقدّم لخطبتها مباشرة، من دون الدخول في أي علاقة غير شرعية لا ترضي الله عزّ وجل، وحتى هذه اللحظة، وعند السؤال عنها، قيل لي: إنها محترمة، ولم تكن في أي علاقة من قبل، ولكن هناك بعض الأمور التي جعلتني أتردد بشأنها:
- تُحادث بعض الرجال الذين تعرفهم عبر مواقع التواصل، لكن بتحفّظ شديد (وهذه معلومة مؤكدة).
- تعمل في مكان مختلط (مخبز) مع رجلين آخرين، كلاهما طالب جامعي مثلها، وذلك من الساعة الخامسة مساءً حتى العاشرة ليلًا، لتلبية احتياجاتها؛ لأنها تُقيم وحدها في فرنسا.
- خرجتْ مع شخصٍ آخر كان يدرس معها، لكن لم تحدث أي تجاوزات بينهما، حتى إنهما لم يتصافحا، كما أنها عندما كانت في بلادها، كانت ترتدي خمارًا كاملاً، أما الآن فتكتفي بوشاح يغطي شعرها، بينما باقي ملابسها فضفاضة، عريضة، ومستورة، الفتاة محافظة على أركان الإسلام: من صلاة، وصيام، حتى وهي في فرنسا.
أنا حاليًا في حيرة: هل أتقدّم لها أم لا؟ رغم أنني أبحث عن زوجة منذ مدة طويلة، وبحثت كثيرًا، ولم أجد إلا هي في فرنسا في الوقت الحالي.