السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدتي -حفظها الله- امرأة طيبة، تحب أبناءها، وتسعى لإسعادنا بشراء ما نرغب فيه، وتطلب من والدي أن يوفّر لنا كل ما نحتاج إليه، إلا أن طريقتها في التعامل معي لا تعجبني، فأشعر أنها بعيدة عني، ولا أجد في علاقتها بي العطف والحنان، ليس لدي أخت، وأتمنى أن تكون أمي رفيقتي، أُحادثها وأشكو لها همومي، فتستمع إلي وتنصحني وتحنُّ علي.
لكنني عندما أبكي، تمرّ بجانبي ولا تقترب مني، ولا تعانقني، وإذا طال بكائي، قد تقترب، لكنها تبدأ بالكلام في أمور لا معنى لها، أو تفتّش في الغرفة بحثًا عن شيء غير نظيف، أو تتحدّث عن أسباب تافهة، كأن تقول: أنتِ لم تدرسي، فصرتِ تبكين على كل شيء! رغم أنها تعرف سبب بكائي جيدًا، وتتجاهل مشاعري تمامًا، حتى عندما أشكو لها همي.
حين أطلب منها النصيحة، تبدأ بانتقادي، ويتحوّل حديثها إلى مصدر صداع ومشكلة، فبدلًا من أن تساعدني، تنتقد شكلي وشخصيتي، وتقارنني بفتيات أخريات في مثل سني، وكأنها لا تتقبل شخصيتي ولا تحبها.
أنا شخصية هادئة، ولست اجتماعية كثيرًا، لكنني لست انطوائية، وهي تميل إلى الفتيات الأكثر اجتماعية، وكأن هذا هو المعيار الوحيد لنجاح الشخصية؛ مما جعلني أشعر بأن لدي شخصية ضعيفة.
تعرضت للتنمر، ولم أكن قادرة على الدفاع عن نفسي، ولا أستطيع حتى التحدث مع والدي لأطلب منه تغيير مدرستي، رغم أنني أعلم أنه لن يمانع، وبدلًا من أن أتكلم، أظل أبكي فقط.
المؤلم أكثر أن كل ما أحتاجه من والدتي، تفعله مع بنات العائلة، وبالمقابل هنّ يحسدنني على أمي، ويقلن: إنني محظوظة بها؛ لأنها تستمع لهن، وتنصحهن، وتساندهن، بينما أنا ابنتها لا أجد منها ما أحتاج إليه!
كبرتُ بعد ذلك، وأصبحتُ عصبية في التعامل معها، أحيانًا تقول لي شيئًا بسيطًا، فأغضب وأصرخ عليها، وأقول كلامًا لا ينبغي أن أقوله ثم أندم، وأقول في نفسي: يجب أن أستغفر ربي وأعتذر، لكنني – دون أن أشعر- أكرر نفس التصرف.
أحيانًا أعتذر، وأحيانًا أخرى لا أستطيع أن أعتذر لها؛ وهذا يجعلني أشعر بعدم الراحة، وأخاف أن أكون عاصية، وأن تُرفض أعمالي بسبب ذلك. حاولت الحديث معها، وقلت لها ما أشعر به، وعبّرت عن احتياجي، لكنها أجابتني بقولها: هذه شخصيتي، ولن أغيّرها من أجل أحد؛ فأصبحتُ أبتعد عنها حتى لا تحدث مشاكل، والآن بعد أن أنهيتُ دراستي وجلستُ في البيت، بدأت تناديني بـالفاشلة، وأصبحتُ أخسر حتى والدي؛ لأنه لا يحب أن أرفع صوتي عليها.