السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب، كنت أتمنى دراسة الطب البشري، لكنني حصلت في بلدي على معدل أقل من المطلوب بـ3%، فلم أتمكّن من الالتحاق به، فدخلت كلية التمريض ومدّتها أربع سنوات، وقد أنهيت منها سنتين، وبقي لي سنتان -بإذن الله-.
الآن حصلت على فرصة لدراسة الطب البشري مجانًا بمنحة في روسيا، ولغة الدراسة هي اللغة الروسية، وستكون مدة الدراسة سبع سنوات، كما حصلت على فرصة أخرى لدراسة التمريض مرة أخرى، ولكن في هنغاريا -ضمن الاتحاد الأوروبي- ولغة الدراسة الإنجليزية، وسيتعيّن علي البدء من جديد؛ لأنهم لن يعادلوا لي أي مواد درستها سابقًا.
حائر كثيرًا، وحاولت استشارة أهل الخبرة في هذا الموضوع، لكن كل يدلي برأي مختلف، وأنا أعلم أن القرار في النهاية لي، لكني تعبت من التفكير في الأمر، وأدعو الله دائمًا أن يختار لي الخير، حتى وإن لم أكن أراه بنفسي.
السبب في حيرتي أن بلدي يعاني من بطالة شديدة جدًا في قطاع الطب، ولا توجد مقاعد كافية للاختصاص، وكثيرًا ما أقرأ منشورات لأطباء تخرجوا حديثًا أو منذ ثلاث سنوات، تتضمن كلامًا محزنًا، منهم من بلغ الثلاثين من عمره، ولا يزال يأخذ مصروفه من والده، بل وأحيانًا يكون متميّزًا في دراسته.
نحن لسنا من عائلة غنية، وليس من السهل علي أن أعيش دون دخل، أو أن أشتري مقعدًا للاختصاص على حسابي الشخصي، الحكومة تصرح بأن عدد الأطباء العاطلين عن العمل سيتضاعف خلال السنوات الخمس القادمة، وبلغ عددهم حاليًا أكثر من عشرة آلاف طبيب، أنا أحبّ العلم وحائر، لكنّي خائف من المجهول، ومن مصير كهذا.
كنت أخطط بعد التخرج -أيًّا كان المسار من بين هذه الخيارات الثلاثة- أن أعمل في الخارج، في بلدان متقدمة، مثل: ألمانيا، أو الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك بهدف تطوير علمي ومهاراتي بشكل أعمق وأقوى، ثم أعود بعد ذلك إلى الدول العربية.
أعلم أيضًا أن هذا الطريق سيكون مكلفًا جدًا بالنسبة للأطباء، ويحتاج إلى وقت طويل، وتحديات ليست سهلة، فأفيدوني هل ما أفكر فيه يعتبر من سوء الظن بالله أو الكفر، أم أنه من الأخذ بالأسباب؟ وبأي خطوة تنصحونني؟ فأنا حائر ولا يمكنني اتخاذ القرار إلى الآن.