السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلما أسعى في مصدر رزق ينتهي بـ "السلب"، وكأني لم أبدأه، رغم حجم المجهود المبذول؛ وهذا ما أدى إلى حالة الطلاق، رغم الإشادة بعلمي وخبرتي وأخلاقي، ولا أزكي نفسي، لكن المعتاد كلما أسعى في رزق يسير الأمر طبيعيًا جدًا، لكن النهاية واحدة: يختفي من كنت أتعامل معهم وكأني لم أرهم أو أكلمهم أو أجلس معهم، لا يستجيبون لاتصالاتي ولا لمراسلاتي، وكأنهم لم يعرفوني، وهذا كله في المرحلة الأخيرة من إتمام أي صفقة أو معاملة، وهذا الأمر لم يكن لمرة أو اثنتين، بل لمدة سنوات كثيرة؛ مما أدى إلى خراب البيت والطلاق وما يترتب عليه.
وهذا الأمر قائم حتى الآن، لدرجة أنني أصبحت لا أملك قوت يومي، ونظرة من حولي لي مليئة بالاستغراب على ما أنا فيه، وهم يعلمون كم أملك من القدرات والخبرات مما أنعم الله عليَّ به، متسائلين وناصحين لي بالذهاب لأي أحد للعلاج، على حد قولهم: "إني معمول لي عمل أو ما شابه"، ما كنت آخذ كلامهم يومًا على محمل الجد، حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن، اتهمت بالفشل، اتهمت بالعلاقات النسائية، كل من اتهمني لا يصدق ما أمر به، إنما اعتبروها أكاذيب أُداري بها ما أمر به، ومنهم من كان شامتًا!
ببساطة أنا في حالة وقف حال بائن ليس لي فقط، بل لكل من يعرفني، وهذا ما أعانيه -اللهم لا اعتراض- لكن فعلًا أنا في معاناة شديدة جدًا، وحقيقة فأنا لا أملك قوت يومي، وسني كَبُرَ، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
حلمت عندما كنت صغيرًا أن الأرض تنشق وأنا أَهوي حتى أصل إلى أرض ثانية، وبمجرد وصولي إليها تنشق فأقع وأَهوي بداخلها حتى أصل إلى أرض ثالثة، وتنشق أيضًا... وهكذا إلى ست أو سبع أراضٍ، حتى قمتُ مفزوعًا من النوم، هل هذا له علاقة بما أمر به في حياتي التي تقريبًا على وشك الانتهاء دون أن أعيشها بالصورة المفترض أن أعيشها؟
وطبعًا في ظل وقف الحال، لم أُكمل عملي المعتاد كمهندس، وعملت كسائق أحيانًا، وعامل أحيانًا، وأعمال أخرى لكي أوفر لقمة العيش.
لقد خسرت بيتي، وأسرتي، وأولادي، وأقاربي، وأصدقائي، وكل من كان له علاقة بي ابْتَعَدَ عني؛ لأني أصبحت حِملًا، وهذا حال الناس، فطالما كنت واقفًا على رِجْلكَ وهما يحملانك فالأمور على ما يرام، ولكن عندما تسقط تصبح بلا قيمة.
أرجوكم أفيدوني، يمكن تكون رسالتي متأخرة، أتمنى أن أشعر بوجودي وسط أولادي قبل أن أموت، الله المستعان.