الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمشي ورأسي منخفض وأكثر من الالتفات للخلف، فما المشكلة؟

السؤال

الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم... حفظك الله.

أعاني من كثرة الالتفات أثناء المشي في الشارع؛ حيث ألتفت يمينًا ويسارًا، وأدير عنقي للخلف سواء بدافع أو بدون دافع، وإذا مرّ شخص بجانبي، ألتفت لأراه بعد تجاوزه لي.

كما أنني أعاني من المشي ورأسي منخفض، ونظري دائمًا إلى الأسفل.

أعتقد أن هذه المشكلة ناتجة عن فقدان الثقة بالنفس، وضعف الشخصية، تابعت العديد من الأمور، لكنني لم أجد علاجًا ناجعًا، ومع ذلك، أثق بكم وبنصائحكم.

سؤالي: ما أثر كثرة الالتفات أثناء المشي، والمشي والرأس منخفض على الشخصية؟ وما هو الانطباع الذي قد يأخذه الآخرون عن الشخص الذي يتصرف بهذه الطريقة؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

حقيقة (أخي) كثيرًا ما تطرح أسئلة مهمة وذات طابع خاص، وتستحق فعلًا الاهتمام بها، وهذا هو ديدننا في إسلام ويب، فلك الشكر والتقدير.

أيها الفاضل الكريم: هذه الظاهرة التي تتكلم عنها هي ظاهرة نمطية، هذا تصرف نمطي تعودت عليه وأصبح جزءًا من تصرفك التلقائي، كثيرًا ما تحدث مثل هذه الظواهر نتيجة للتلقائية في تصرفاتنا، وبعض الأشياء والتصرفات قد تفقد المعنى حقيقة، أو ليست ذات أهمية، وليست ذات معنى، لكن الإنسان يطبقها ولا يتوقف عنها.

لكن في حالتك الآن -أخي الكريم- أنت مدرك ومستبصر لعملية التلفت هذه، وهي حقيقة لا داعي لها أبدًا، يجب أن تقف مع نفسك وتناقش هذا الأمر، ومن خلال إخضاع هذا التصرف للمنطق؛ أعتقد أنك سوف تتخلص منه، أن تتوقف عن تصرف لا داعي له، تصرف يلفت إليك النظر، ولا فائدة فيه، ولا هدف منه، بل على العكس تمامًا، هذا ربما يضر بك، بأن تفقد طريقك مثلًا، أو تفقد توازنك أثناء المشي، وقد تسقط مثلًا.

هذا من وجهة نظري، هو تصرف نمطي، نعم، أنت قد اعتدت عليه، ولم توقفه عند حده، لكن أعتقد الآن أن الأمر يجب أن يتوقف، وليس من الضروري -أخي الكريم- أن يكون ناتجًا من فقدان الثقة، أو ضعف الشخصية، هو تصرف نمطي مكتسب، وليس أكثر من ذلك، وموضوع النظر إلى أسفل أيضًا هو جزء من هذا التصرف النمطي، وليس من الضروري أن يكون أبدًا انعكاسًا لشخصيتك.

أخي الكريم: حاول أن تتخلص من هذا التصرف تمامًا، وعليك أن تسير بصورة متوازنة وأنت مرفوع الرأس، ولا تطأطئ رأسك أبدًا، درب نفسك على هذا الأمر، وتدريجيًا سوف تجد نفسك أنك قد تخلصت من هذا التصرف.

طبعًا هذه التصرفات النمطية كثيرًا ما تكون مرتبطة أيضًا بالوسوسة، والعلاج هو نفس العلاج: التحقير، وتصحيح المسار، والإصرار على أن تتخلص من هذا النمط.

بارك الله فيك، جزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً