السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنتُ من الشباب المتحمّسين الذين لم تُتح لهم الفرصة لأخذ العلم عن المشايخ والعلماء الربانيين، فبدأت شيئًا فشيئًا أبحث عن الفتاوى والأشياء التي أشك في حكمها عبر مواقع الإنترنت وكنت أطبّقها، إلى أن سُلبت مني حياتي تدريجيًا.
أصبح الأمر كمسائل الرياضيات: "إذا شككت في حكم شيء فابحث في الإنترنت، وإذا لم تجد الإجابة فافعله احتياطًا".
تراني أتواصل مع مواقع الإنترنت يوميًا للبحث عن المسائل، لكنني حينما اختلطت بالملتزمين الحقيقيين لم يكن لهم أي شيء من هذا، لم يكونوا يبحثون على مواقع الإنترنت أصلًا، وحتى أقراني ومن حولي تراهم لا يصدّقون مواقع الإنترنت وحياتهم مستقرة، وقد لا يعلمون الكثير من الأحكام لكنهم يعيشون حياة عادية، أمّا أنا، فلو اختفى مثلًا أحد هذه المواقع سأجنّ وأفقد منظومتي الدينية.
لا أريد أن أكون ممن يحكّمون العقل على الدين، لكنني لا أريد أن أكون كالأوروبيين في العصور الوسطى؛ حيث سيطرت عليهم الكنيسة الكاثوليكية تحت مسمّى الدين.
قد يكون فعلًا أحد هؤلاء المشايخ يُقدّم فتاوى خاطئة أو متشدّدة، لكن هل يجب عليّ اتباعه حتى إذا لم يورد دليلًا؟ أريد الدليل في كل شيء حتى لا أكون كمن اتّبعوا الكنيسة الكاثوليكية، أو كمن قال فيهم الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ}، لكن لا توجد أدلّة ولا توجد مصادر كافية.
لا أدري هل كل الناس تعيش هكذا؟
حاولت أن أطلب العلم عن طريق الكتب وصوتيات العلماء، لكنهم لا يجيبون عن كل الأسئلة، هل هي مشكلتي أنني أتساءل يوميًا عن حكم كل موقف تقريبًا؟
هل كل الناس تعيش هكذا؟ أريد أن يكون لي رأيي في المسائل الفقهية وأن أقتنع فعلًا، لا أريد التقليد فقط.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

