السؤال
بدأت حياتي الجامعية المختلطة في هذه السنة، ولكن جميع الطالبات محجبات ومسلمات والحمد لله، ولكن هناك مدرسون ومدرسات أجانب من جميع الجنسيات، من طبيعتي إن وضعت في بيئة مثل هذا أن أقع في حب أحد المدرسات ممن تكون لطيفة معي! ولكن ليس ذلك الحب الذي نشعر به تجاه الفتيات من أعمارنا نحن الشباب أو ما شابهه، إنه فقط حب عادي، كحب الشخص لخالته أو لعمته إن صح التشبيه، وهذا ما حصل معي في هذه السنة.
المهم مشكلتي أنني عندما أحب شخصاً أتمنى له الهداية؛ لأني أخشى عليه عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة، وأتمنى مرافقته لي في الجنة، وأتمنى أن يكون من أحباء الله وعباده، وأن يعرف السعادة الحقيقة في الإسلام.
بدأت أدعو ليل نهار لتلك المدرّسة اللطيفة المسيحية على ما أظن، بدأت أدعو لها بأن يهديها الله ويكرمها بالإسلام ويرحمها وزوجها وأبناءها بالإسلام، ولكن دائماً يخطر على بالي قوله تعالى: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ))[القصص:56]، عندها أحس بحزن شديد، وأبدأ بالخوف على تلك الإنسانة اللطيفة من عذاب الله من أن تكون من البغضاء عند الله والعياذ بالله، وتتضارب الأفكار عندي بأن الله أرحم الرحماء، وأن الله في نفس الوقت شديد العقاب وعليم بالعباد، وأحياناً أشعر بأنه يجب أن أبدأ بالنصح لها وأفتح معها موضوع الإسلام، ولكن يستوقفني ضعفي بأني لست بداعية، ولا أعرف كيف أبدأ؟
إن موقفي هذا يتكرر مراراً وتكراراً مع كثير من الناس، ذكراً أو أنثى، أحبه ومن ثم أبدأ بالخوف عليه، وكل همي أن أدعوه للإسلام، خصوصاً أولئك الناس الذين يتميزون بكمال العقل ورجاحته، ولكنهم يغفلون عن الإسلام لأسباب تختلف، دائماً تتضارب الأفكار عندي، أملك الرغبة ولكن لا أملك ما ينفذ الرغبة.
سؤالي شيخي الكريم! ما واجبي تجاه هؤلاء الكفار أو المسيحيين الذين أراهم كل يوم؟ هل يجب أن أتوقف عن الدعاء لتلك المدرّسة التي أحب لها الهداية؟ ما المقصود من قوله تعالى: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ))[القصص:56]؟ وهل رحمة الله تعالى الواسعة والعظيمة تشمل جميع الخلائق؟
أفيدوني أفادكم الله، لأني أحياناً أبكي خوفاً على من أحب من عذاب الله الأبدي في الآخرة.
وأخيراً: هل إن دخلنا الجنة بإذن الله تعالى وفضله سنتذكر من أحببنا في الدنيا ونحزن عليهم إن كان مصيرهم النار والعياذ بالله؟
أعتذر على الإطالة، ولكن ما باليد حيلة، تضارب أفكاري وتدمع عيني. فأرجو المساعدة.