السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشخص الذي كان يفعل العادة السرية ثم تاب عنها تمامًا، هل يمكن له أن ينجب إذا تزوج، وأن يمارس حياته الزوجية بشكل عادي؟ أي هل للعادة السرية تأثير على الإنجاب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشخص الذي كان يفعل العادة السرية ثم تاب عنها تمامًا، هل يمكن له أن ينجب إذا تزوج، وأن يمارس حياته الزوجية بشكل عادي؟ أي هل للعادة السرية تأثير على الإنجاب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فسأحاول جاهدًا هنا أن أوضح هل من علاقة بين ممارسة العادة السرية وبين الإنجاب.
ففي البداية يجب معرفة كيفية حدوث الإنجاب من الناحية الفسيولوجية، والتشريحية، فنجد أنه لحدوث الإنجاب من جانب الرجل لا بد أن يكون هناك سائل منوي، له خصائص محددة من حيث عدد وحركة وشكل الحيوانات المنوية الموجودة به، ولتكوين هذه الحيوانات المنوية لا بد من وجود خصيتين تعملان بشكل سليم، أي تكون الخصية طبيعية من حيث الحجم والتكوين والوظيفة، ويلزم عمل الخصية بشكل سليم لإنتاج الحيوانات المنوية؛ حيث إنها هي المصنع المنتج للحيوانات المنوية، ولحدوث هذا لا بد من وجود معدلات طبيعية لبعض الهرمونات في الجسم المفرزة من الغدة النخامية بالمخ، وكذلك هرمونات أخرى من غدة أخرى في المخ.
مع المعدل الطبيعي للهرمونات، كذلك صحة الخصيتين، وأيضًا عمل كل من البروستاتا والحويصلات المنوية المنتجة للسائل المغذي للحيوانات المنوية، علاوة على وجود أنابيب سليمة وجاهزة لنقل السائل المنوي من المخزن الرئيسي، وهو "البربخ الموجود أعلى الخصية" إلى خارج الذكر في شكل قذف سليم داخل رحم الزوجة، حيث بعد ذلك يسافر الحيوان المنوي في رحلة حتى يحدث التلقيح في قناة فالوب.
إذن المتحكم هو المخ في إفراز هرمونات لإثارة الخصية السليمة، مع تجنب العوامل الأخرى، مثل الأمراض الجينية الوراثية، وأمراض العدوى والإشعاع، والتدخين، وكذلك دوالي الخصيتين.
إذن لماذا هذه المقدمة؟ ذلك لتوضيح إمكانية حدوث الخلل المؤدي لضعف السائل المنوي، وبالتالي لعدم الإنجاب، مع توضيح كيف وهل من الممكن أن تؤثر العادة السرية على أي من هذه العوامل؟
سنجد الآتي: لا يكون للعادة السرية أي تأثير على هذه العوامل، فلا دخل لها بالأمراض الجينية الوراثية، وكذلك لا دخل لها بأي خلل هرموني بالجسم، ولا تؤدي إلى التهابات الخصية المؤدية لتليف الخصية مثل " أبو اللطام" ولا تؤثر على الأنابيب الناقلة للسائل المنوي، وكذلك لا تسبب الإصابة بدوالي الخصيتين.
ويكون الأمر الآخر المتداول بين الشباب، وهو أن ممارسة العادة السرية بشكل مفرط يؤدي إلى ضعف السائل المنوي، أو بشكل أبسط إلى نفاذ الكمية المحددة لكل رجل من رصيده المخزون من الحيوانات المنوية على مدار عمره، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، فلا تؤثر العادة السرية على الحيوانات المنوية، فإذا كانت الخصية سليمة وتعمل بشكل سليم تحت تأثير هرموني طبيعي يحدث إنتاج الحيوانات بشكل دوري، وتتجمع هذه الحيوانات المنوية في شكل سائل بالمخزن، وهو البربخ الموجود فوق الخصية، ويتم إخراج هذا السائل إما عن طريق الاستمناء أو الاحتلام أو الجماع، وإذا لم يحدث أي من هذه الحالات؛ يتم إعادة امتصاص السائل مرة أخرى إلى داخل الدم لإعادة الاستفادة منه مرة أخرى.
إذن باختصار: لا علاقة للعادة السرية بالإنجاب. وبالطبع لا يفهم من كلامي أني أشجع على ممارسة العادة السرية، حيث لا ضرر منها على الإنجاب، فتوضيحي هذا من باب الأمانة العلمية، أما العادة السرية فلها تأثيرات أخرى على الناحية الجنسية، قد تم تفصيلها من قبل في استشارات سابقة، فضلا عن معصية الله - عز و جل - فدائما أنصح بالابتعاد عن هذه الممارسة، والتوجه إلى الله - عز و جل - إلى أن يكرمك الله بالزواج والعفاف.
والله الموفق.