السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً على هذا الركن الرائع والذي استفدنا منه كثيراً جعله الله في موازين حسناتكم.
أخي يبلغ من العمر 17 عاماً، عندما كان طفلاً صغيراً (وله أخ يصغره) كانت أمي تهتم بالأخ الأصغر وتفضله دائماً عليه، ودائماً تسفه أخي هذا وتتهمه بأنه لا يحسن شيئاً، وتضع الأخطاء عليه وتشدد عليه في العقوبات.
أنا كنت أهتم به أكثر لأخفف عنه لكني لم أكن دائماً موجودة معهم.
كذلك فإنه تعرض لظروف في دراسته حيث كان أصغر من زملائه وفي فترة ألزمهم والدي بترك الذهاب للمدرسة والدراسة شبه المنزلية.
عندما وصل للمرحلة الثانوية لاحظت أنه بدأ يهتم بدراسته جداً، وأصبح قلقاً على مستقبله جداً بطريقة لا تتناسب مع سنه، حتى أنه ترك اللعب مع أقرانه حتى في العطلات وأصبح يقضي كل وقته على مكتبه أمام كتبه وفي هذا السن أيضاً كانت بداية بلوغه.
والآن هو في العام الأول الجامعي وقد أنهاه بتفوق ـ والحمد لله ـ ومستواه الدراسي طيب جداً وأصبح في دراسته أكثر ثقة في نفسه ويعتمد على نفسه ولا يحتاج لمساعدتنا رغم أن والدي كان يقول عنه أنه لن يفلح في دراسته في كلية علمية لأن مستواه ضعيف وفهمه ضئيل (هو في الحقيقة ليس كذلك، لكنه لم يعط حقه في التعليم في المدارس على أيدي المدرسين الخبراء بل كان جل اعتماده على نفسه في الدراسة).
المشكلة أنه ليس له أصدقاء ودائماً وحيد وأخي الأصغر منه يقول أنه غير مقبول بين الشباب ودائماً يفتعل المشاكل معهم.
حتى زملاءه في الجامعة تقتصر علاقته معهم على الدراسة فقط.
أنا ألاحظ دائماً أنه ليس لديه ثقة في نفسه ويعوض ذلك بالتظاهر بالكبر والغرور، وإذا قام بأي مهمة فإنه يفتخر بنفسه جداً حتى لو كان أمراً تافها.
أمي ما زالت تسفهه وتستقل بقدراته في الحياة العملية لكنها تمتدح اجتهاده في الدراسة، ودائماً يتشاجر معها وتدعو عليه ثم يطلب منها الصفح وهو متعلق بأمه جداً وأكثر من يحبها ويخاف عليها في المنزل؛ لكنه لا يحسن التعبير عن ذلك بل دائماً يضايقها ويتشاجران.
وجميع من في المنزل يسخرون منه وهو أصبح كثير الشجار مع الجميع لكنه حنون جداً، علما بأن جميع من في المنزل في شجار دائم مع بعضهم وأعتقد أن ذلك يعود لعدم التوافق بين الوالدين وكثرة شجارهما.
كذلك فهو خجول جداً ولا يحب الاحتكاك بالآخرين ويستحي من مواجهتهم، ومن ذلك أنه يستحيي من الاتصال بأي أحد لا يعرفه، ويستحي من سؤال أي أحد خارج المنزل لا يعرفه.
أنا أشفق عليه وأحزن لعزلته وأتمنى مساعدته لكن لا أعرف كيف ولا أعرف ما هو سبب هذه الحالة.. هل هو بسبب التربية الخاطئة أم أنها طبيعة وظهرت بعد بلوغه أكثر؟
هو في طبعه شديد الخوف لكنه يدفع ذلك بالتهور، فإذا عبر الطريق مثلاً لا يقف للسيارات وفي أمور كثيرة لاحظت تهوره وتعجله ليثبت شجاعته.
أما بالنسبة لحالته الدينية: فقد كان متديناً جداً ويراقب الله في كل أموره من طفولته، لكنه الآن بعد أن انتقل لمكان آخر وبسبب الدراسة المختلطة في الجامعات والتي لابديل لها في بلادنا قل التزامه كثيراً وتأثر كثيراً بمن حوله، لكنه يحافظ على الصلوات في وقتها وقد أصبح يجادل كثيراً كلما نصحته في أمور دينية المقصر فيها.
أنا أعلم أن هذا السن حرج ولذلك أحاول ألا أثقل عليه، لكن أطمئن أنه ما زال في دائرة الأمان فلا يذهب لأماكن سيئة ولا يشرب الدخان أو يحلق اللحية ( وإن كان يخففها ) وليس لديه صحبة سيئة؛ لأن جميع إخواني الكبار مروا بفترة المراهقة لكنهم يرجعون إلى ما ربوا عليه بعدها إلى حد كبير.
أعرف أن كلامي مبعثر وغير منظم، وأني أطلت عليكم كثيراً لكن أردت أن أذكر كل ما أعتقد أن له تأثيراً على شخصيته لعلكم تستطيعون تحليلها وتوضحون لي موضع الخلل وكيفية التعامل معه ومساعدته ليكون شخصاً طبيعياً واثقاً من نفسه.
وجزاكم الله خيراً.