السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً على جهودكم، أما بعد:
أنا لدي مشكلتان:
الأولى: أنا لا أعرف كيف أتناول الطعام كالأشخاص الطبيعيين.
بدأت هذه المشكلة عندما كنت في سن 13 عاماً، في سن البلوغ، لاحظت والدتي أنني بدأت أسمن، وبدأت الدهون تظهر في أردافي، أخبرتني أن شكلي (كالبطة) لأنتبه على نفسي، إلا أنني ذهبت إلى غرفتي وبكيت لأنني كنت حساسة جداً، وغبية، وقلت: (سأريها كيف البطة).
ازداد وزني من 40 كلغ إلى 65 كلغ (طولي 160) وعندما كنت في الثالث المتوسط (15 عاماً) تناولت الطعام لدرجة الاستفراغ، وهنا بدأت الدوامة، أعجبتني الفكرة، فأصبحت أتناول وأستفرغ بشكل لا يوصف، وبدأ وزني ينقص.
مدرسة اللغة الإنجليزية (أمريكية) سألتني ما هو ريجيمي؟ فأخبرتها، لم أكن أرى عيباً في الموضوع، فتفاجأت ونهرتني، وقالت: إن هذه حالة تدعى Bulimia nervosa وأخبرتني عن أضرارها، إلا أن هذا لم يردعني!
والدتي كانت تعلم، وكانت تنهرني، بعدها أخبرتها أني توقفت، ولكني لم أتوقف حتى الآن.
دخلت الجامعة، أصبح وزني 50 كلغ، إلا أن الدهون لا تزال في جسمي، خاصة أردافي، بدأت أشرب الشاي الذي يسبب الإسهال (9 - 15 كوب باليوم) وأتناول التمر الهندي (لأنه يسبب الإسهال).
كنت (ولا زلت) أكره شكلي، فأنا أريد أن أصبح كالعارضات، خاصة أن أختي التي تكبرني بعامين نحيفة جداً (وزنها 45 كلغ، وطولها 160، في السابق كانت 80 كلغ).
المهم:
منذ عام بالضبط تعلمت كيف أحسب سعراتي، تعلمت الكثير من العادات السيئة، فأصبحت بدلاً من أن أبلع الطعام أبصقه -أكرمكم الله- خلال شهر نزلت 10 كلغ وأصبحت 40 كلغ، لكن الدهون لا تزال بأردافي.
انقطعت الدورة، تساقط شعري، كنت بحالة صحية سيئة جداً.
فزدت وزني إلى 45 كلغ وأصبحت أتناول المكملات الغذائية، توقف شعري عن التساقط، وعادت الدورة.
الآن مشكلتي أنني أريد أن أعود إلى 40 كلغ، فأنا عظمتي عريضة، وحوضي عريض، فشكلي أسمن من وزني، كما أنني أريد أن أكون طبيعية.
فأنا طول اليوم أفكر بالطعام، أحلم بالطعام، عندما أمشي بالجامعة أحلل جسم كل فتاة، اسألني عن أي طعام أخبرك بسعراته، لو تناولت أكثر من 400 سعرة حرارية أشعر برغبة بالموت.
انخفض معدلي الجامعي، أصبحت سخيفة، فكل مواضيعي تدور حول الرجيم، أصبحت لا أذهب إلى بيوت صديقاتي لأني لست نحيفة كما يجب (فأنا أرتدي عباءتي طول اليوم في الجامعة).
هذه ليست حياة، أشعر بالتعاسة، أريد أن أكره الطعام لأنحف دون هم، لكني أحب الطعام.
قد تعتقدون أني سخيفة، وأن هذه ليست مشكلة، إلا أنني لا أستطيع أن أتحمل النظر إلى شكلي.
أتذكر في إحدى المرات تناولت 40 تمرة (920 كالوري)، كان من المفترض أن أتناول 3 تمرات (69 كالوري) كانت الماء مغلية (أردت أن أشرب شاي) كنت غاضبة جداً من نفسي، بدون وعي سحبت سكيناً وحميته بالماء المغلي وضعته على معصمي، لا أعرف كم مرة كررت الحركة، إلا أن الحرق كان من الدرجة الثانية.
كما أنني منذ أن بدأت أسمن، وأنا كل مرة أخفق فيها، أجرح نفسي من أردافي كعقاب، فهذا سيزيدها تشويهاً، وسأتعلم كيف أضبط نفسي أكثر، في إحدى المرات كنت أنظر إلى نفسي في المرآة، فأحضرت المشرط وجرحت خطاً طويلاً، من أعلى فخذي إلى ركبتي، هذه هي الشحوم التي أردت إزالتها، بعدها بكيت بشدة، وتناولت الأقراص المنومة، فأنا أهرب كثيراً بالنوم، وعندما أشعر بأني سألخبط بالأكل أتناول الأقراص المنومة.
لا أحد يعرف عن هذا الجنون الذي سببته لنفسي.
كل ما أريده هو أن أتناول الطعام دون أن أفكر بسعراته، وبعد كم دقيقة أستفرغ، وكم دقيقة سأمشي، وكم كوب من الشاهي المسهل سأشرب...كيف أتوقف؟