السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحياتي للدكتور المتميز/ محمد عبد العليم، الذي يبذل قصار جهده لمساعدة الناس.
أنا باختصار مدرس كنت أعمل في مدرسة العام الماضي، وكنت أعاني من أفكار وشعور غريب هناك، وهو خوف ورهبة وكآبة وانعدام كبير في التركيز والتفكير، هذا الشعور في المدرسة فقط!
كنت أعاني بشدة، كنت أبكي هنا في البيت وأقول: لماذا كل الناس ناجحون وأنا فاشل وجبان وحياتي غبية هكذا؟!
حاولت أن أعالج نفسي بنفسي ففشلت، ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطاني أدوية كثيرة وغريبة منها واحد للصرع والفصام، وأخذت الأدوية وبدأت حالتي تزداد سوءاً أكثر وأكثر.
وازدادت الشكاوى من أولياء الأمور بأنني لا أصحح الواجب المنزلي للتلاميذ، وأنني لا أسيطر على الفصل، ويكون دائماً فوضى في حصتي أنا فقط، وكنت أتغيب يوماً كل شهر أو يومين وهذا كان ممنوعاً في هذه المدرسة، وكنت أتأخر بشكل مستمر في الصباح مع أنني أسكن قريباً من المدرسة، ولكنني يا سيدي كنت لا أرى كل هذه العيوب والأخطاء التي أفعلها، كنت فقط أرى وأركز بشدة أنني مريض نفسياً، ابتلاني الله بالخوف والرهبة والحظ السيئ والصراعات النفسية، كنت لا أرى كل هذا عندما كنت أعمل هناك، ولكنني الآن وبعد حوالي8 أشهر من رفضي من هذه المدرسة أرى أنني كنت أخطأ كثيراً جداً، ولكنني دائماً لا أعترف بخطئي ولا أتوقف عن الاستمرار في فعل الخطأ! نعم أنا أعترف الآن، كنت شخصاً غير مسئول ولست مريضاً نفسياً كما كنت أتوهم، فأنا لو كنت ملتزماً مثل الآخرين لما رفضت من العمل وأنا عاطل ضائع من ثمانية أشهر حتى الآن...
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:
لماذا أنا دائماً أركز على أن عندي مشاكل نفسية كالخوف والرهبة وعدم التركيز ولا أرى نفسي كمخطئ ومقصر وغير مسئول وغير اجتماعي وهارب دائماً؟
لماذا أنا دائماً متوهم بالمرض ولا أتوقف عن تكرار الأخطاء نفسها والعيش الدائم في صراعات نفسية ليست لها نهاية دائماً؟!
أرجو الرد من الدكتور/ محمد عبد العليم، وتحياتي لهذا الموقع الذي هو نعم الصديق...وشكراً.