مشكلتي لا يوجد عندي صديقات؛ لأني كنت معتمدة على أختي في تكوين الصديقات وفي سؤال المعلمات، أختي كانت ولا زالت اجتماعية أكثر مني، ومحبوبة ومفضلة أكثر مني، وهذا الشيء جعلني أحس بالنقص وعدم الثقة في نفسي منذ وأنا صغيرة، أما الآن صرت وحيدة لا أقدر ولا أعرف أكون صداقات، وحتى معلماتي في الجامعة أخجل أن أسألهم، ومترددة دائماً، وحتى في اجتماعات الأسرة وفي المناسبات والأفراح أتحاشى أن أذهب، وإذا ذهبت لا أشاركهم الحديث، وإذا أريد أن أقول شيئاً أتردد وأفكر قبل أن أتكلم، حتى الناس لا تحاول أن تتكلم معي؛ لأني يظهر علي أني معصبة ومتضايقة، ومن الصعب أن يتكلم الشخص معي، ولا أعرف حتى أن أجامل، وأتحاشى حتى الرد على التلفون والجوال، صار لي سنة بالجامعة، ولا يوجد عندي صديقات، وحتى أتردد أني أفتح حواراً أو أجرب أن أتعرف على أحد؛ أخاف أكون أتدخل فيما لا يعنيني.

أعرف أني قد أكون مكبرة للمشكلة، لكن هذه مشكلتي التي أتعبتني من زمان، أتمنى أكون مثل كل البنات عندهم صديقات يشاركونهن اهتماماتهن.

أرجوكم ساعدوني؛ لأن موعد الجامعة اقترب، وأنا خائفة أكون مثل السنة الفائتة وحيدة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مشاعل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك أن تخرجي من هذا السجن الوهمي، اخرجي من صمتك وتفاعلي مع أسرتك، وكوني صداقات مع قريباتك وجاراتك، واختاري الصالحات، واذهبي إلى مراكز التحفيظ وأماكن المحاضرات، وتوجهي إلى رب الأرض والسماوات، وعندما تذهبي للجامعة احرصي على مقابلة المدرسات، وانقلي لهن تحيات أختك، وهذا مدخلٌ جيدٌ للحديث معهن، وافعلي نفس الشيء مع معارف أختك وصديقاتها.

وأرجو أن تنظري إلى من حولك من الزميلات؛ فإذا وجدت بشوشةَ الوجه تبادلك النظرات فسلمي عليها، وقولي لها سوف أكون سعيدة بالتعرف عليك، ثم اذكري لها اسمك، وأعطيها فكرة مختصرة عن قبيلتك وأهلك، ولا مانع بعد ذلك من الانتقال إلى أمور الدراسة وهمومها، وهكذا سوف ينكسر الحاجز.

وأرجو أن تعلمي أن الناس بسطاء وطيبون جداً، وسوف يتضح لك هذا بمجرد التجربة، كما أن الناس بحاجة إليك وأنت كذلك، فالإنسان مدنيٌ بطبعه كما يقال، وقد أحسن من قال:

الناس للناس من بدوٍ وحاضرةٍ ** بعض لبعضٍ وإن لم يشعروا خدم

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك للخير، ومرحباً بك في موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.