السؤال
السلام عليكم.
أنا عمري 29 سنة، استشارتي طويلة فليتسع صدركم لي.
أعاني من مرض نفسي منذ سنتين فأكثر، فأنا أفكر داخلياً أو أتكلم داخلياً أحياناً بشكل إرادي وأحياناً لا إرادي، وأصبت قبل 14 عاماً بوسواس قهري بسبب صدمة وفاة والدي، بدأ بالطهارة بحيث كنت أعيد الوضوء عدة مرات وأشك بخروج البول مني -أعزكم الله- علماً أنني أعلم أن البول لم يخرج، وتعبت أعصابي لدرجة أنني تركت الصلاة لسنوات وتطور الوسواس فأصبح في العقيدة وفي الثوابت الدينية وفي وجود الله تعالى، علماً أنني قوية الإيمان -والحمد لله- والناس تشهد لي بهذا الشيء، فقبل أن أصاب بهذا الوسواس كنت محافظة على صلاتي فكان وقت الصلاة بالنسبة لي كالسيف على رقبتي والناس تشهد لي بالإيمان والخوف من الله، وكنت مستقيمة جداً في حياتي وموفقة في دراستي جداً، حيث كنت متفوقة.
بقيت أجاهد هذه الأفكار وأقول بأن الله موجود وأني متيقنة من هذا الشيء ثم عدت للصلاة والحمد لله، وبدأت أشفى من وسواس العقيدة بالتدريج بالدعاء والرقية الشرعية والمحافظة على الصلاة والدروس والمحاضرات الدينية، لكن وسواس الطهارة بقي، ولكن ليس كالسابق، وكنت طوال الوقت وأنا أقاوم الوسواس وأقوي إيماني والحمد لله، لكني تزوجت وفشل زواجي ولم يستمر سوى شهر ونصف وطُلقت، فكانت صدمة أخرى لكنها خلصتني من وسواس الطهارة بشكل شبه نهائي، لكن طليقي اتهمني بوجود عيب خلقي لدي، وعلى هذا الأساس تم الطلاق في حين أنني ذهبت إلى طبيبة نسائية وقامت بفحصي وكانت النتيجة أنني طبيعية 100% فبقيت أعاني من هذه العقدة لشهور طويلة ولم يساعدني أحد في تخطيها سوى الله.
وتولد لدي وسواس جديد هو الذي ذكرته في البداية، أفكار داخلية منها معقولة ومنها عبارات كفرية تضغط على دماغي بحيث يهيئ لي الشيطان أنني أفكر فيها، وأنا أقاوم طوال الوقت، فهو يحاول تكفيري؛ لأن الله تعالى أعطاني الصبر على تجربتي هذه، وكنت راضية بقدري ومتفائلة بالمستقبل، ولدي دائماً يقين أنني لا أكفر وأنها مجرد همزات الشيطان ـ والعياذ بالله ـ وهي كلها أفكار داخلية لكني عانيت كثيراً بسبب تعلقي بزوجي السابق ثم افترقت عنه فلم أنسَ بسهولة، وكنت دائماً أجلس وحدي وأصبّر نفسي، ودائماً مكتئبة وحزينة وأحس بالضيق، ودائماً أفكر في الأسوأ، ذهبت إلى طبيب نفسي فأعطاني دواء اسمه باروتين 20 وأولان لفتح الشهية، لكن لم أستمر عليه، أحسست أنني بدأت أهذي، فتركت العلاج.
علماً أنني ربة بيت ولا أخرج من البيت كثيراً، وتخرجت منذ 6 سنوات لكن لم أعمل، وأحس دائماً بالوحدة والاحتصار والملل وقلة الثقة بالنفس، لجأت إلى استخدام العسل وغذاء الملكة، علماً أن معدتي متعبة جداً، ولدي إمساك وشهيتي قليلة للطعام، ولدي هبوط في الضغط، لكنني الآن أحس أنني قريبة من الله تعالى، وأشعر بمعيته دائماً، وهذا ما أعطاني القوة لمقاومة تجربتي، لكن أمي كانت دائماً تضغط على أعصابي وحتى الآن بسبب طلاقي مما كان سبباً رئيسيا في تعبي وزيادة ضغط الوسواس علي، ولا أجد من يرفع معنوياتي، وبذلك أصبحت ضعيفة للغاية.
بماذا تنصحونني بعد كل هذا؟
ولكم خالص الشكر والتقدير.