السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في السنة الخامسة من كلية الطب، ولم تكن كلية الطب حلماً عابراً حلمت به عندما حصلت على مجموع مرتفع، وإنما هي هدف حياتي، أريد أن أصل من خلاله إلى مرضاة الله ورفع شأن الإسلام والمسلمين، وقد كان هذا الحلم يراودني منذ الطفولة، خاصة عندما كانت أمي تحكي لي عن طبيب جعله الله سبباً لتخفيف ألمها، وهي تدعو له منذ أكثر من عشرين عاماً.
علماً بأني أجد لذتي في مساعدة الناس والتخفيف عنهم، وقد كنت - على غير المعتاد من الأطفال - أحب مشاهدة العمليات الجراحية وأستغرب كيف يعرف الطبيب كل هذه الأشياء، وبعد أكثر من اثني عشر عاماً على الحلم دخلت كلية الطب، ورغم أني وجدتها صعبة وشعرت بعبء كبير وبأمانة عظيمة إلا أني كلفت نفسي عبء تحملها، وأتمنى أن أكون على قدر المسئولية.
ومنذ أن دخلت الكلية أعاني من صعوبة الدراسة والامتحانات، ولكني لم أكره الطب أبداً ولم أندم يوماً على دخولي هذه الكلية، ولكني فوجئت بكل من يتقدم لي يسألني: هل ستعملين طبيبة أم لا؟ ولماذا تعملين وهناك كثيرون من الرجال في هذا المجال؟ فأقول لهم: إني ما دخلت هذا المجال إلا من أجل أن أصون حرمات النساء، فيقولون: أليس مباحاً أن تذهب المرأة للطبيب الرجل؟ فلمَ تتعبين نفسك؟!
ومن يناقشني في ذلك متدينون، ويفخرون بأن أخواتهم يذهبون لطبيب النساء والولادة، وليس عندهم مانع في ذلك، وكثير من النساء لا يشعرن بأي حرج في كشف عورتهن أمام الرجل رغم وجود الطبيبة، وعندما أقنعتهم بضرورة وجود المرأة الطبيبة المسلمة قالوا: (اتركي ذلك لزميلاتك).
وقد تم عقد زواجي، وأحياناً يكلمني زوجي في كوني طبيبة، ويقول: إن أصدقاءه حذروه كثيراً من الزواج من طبيبة، وعندما أُخبره أن هذه رسالة وليست من أجل المال والشهرة، يقول: إن أكثر شيء يخيفه هو أنها رسالة، وأشعر أنني أنهار من داخلي ولا أصدق أن حلم عمري بالنسبة لزوجي هو مجرد شيء مخيف يتمنى أن لا يكون، وأخاف أن يطلب مني ترك الطب بعد أن نتزوج ويكون لدينا أسرة وأولاد لكي أعتني بالأولاد، ويشهد الله أني أعرف كثيراً من الطبيبات الماهرات اللائي يعشن حياة في قمة السعادة ولديهن أسر قوية ومتماسكة، فكيف يمكنني أن أقنعه بضرورة تعلم الطب لستر المسلمات؟! وكيف أُفهمه معنى الهدف والرسالة وأننا لم نخلق إلا لعبادة الله وأن خدمة الإسلام شرف عظيم لا يعطيه الله كل إنسان؟!
وإذا كنتم تعلمون بعض المعوقات التي ربما تقف أمامي في حياتي الزوجية بسبب الطب وكيفية التغلب عليها فأعلموني بها، وأود أن أعرف: أليس من حقي أن أحلم وأن تكون لي أحلامي التي لا يشاركني فيها أحد أم أني بعد زواجي يجب أن تكون حياتي كلها من أجل زوجي وأسرتي؟!
أفيدوني وأرشدوني وجزاكم الله خيراً.