السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الحديث: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه)، وهو في موضوع الرياء، وعكسه الإخلاص .. أريد بيانا شافياً في هذا الموضوع، لأني أشعر أن هذا الأمر يؤثر عليّ كثيراً، وتأتيني وساوس في هذا الأمر، وأخاف منه جداً، ونقل ابن رجب في جامع العلوم والحكم عن يوسف بن الحسين الرازي قوله: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر.
فمثلا أريد أن أطلق لحيتي وهذا هو سمت الصالحين، ولكني إذا خلوت بنفسي أتجرأ على الله بمعصيته، فأشعر أن هناك وجهين، حيث أظهر أمام الناس بمظهر الصالحين وبيني وبين نفسي أتجرأ على الله، وأقول لنفسي بدلا من أسعى لإصلاح الظاهر باللحية يجب أن أسعى لإصلاح الباطن، من أمر الخشية والخوف والحياء من الله وضعف الإيمان وغيرها، ولكي لا أشعر بهذا التناقض.
والإنسان ذو الوجهين يظهر ويتكلم أمام زملائه غير الملتزمين بطريقة معينة، ويظهر ويتكلم أمام الصالحين من أهله أو عشيرته أو أصدقائه أو جيرانه كأنه من الصالحين، أي مع الشيوخ يكون شيخاً ومع الفاسدين يكون مثلهم.
وشكراً لكم.