السؤال
لقد قال أخي لأبي شيئاً عني فغضب مني، وقال لي: إنه غير راض عني، ومنذ أن قال له أخي هذا الشيء - حوالي سبعة أشهر - غير راض عني دون علمي، فماذا أفعل؟ علماً بأني استسمحته وتأسفت له ولكنه يصر على عدم رضاه عني. دلوني على الحل وشكراً.
لقد قال أخي لأبي شيئاً عني فغضب مني، وقال لي: إنه غير راض عني، ومنذ أن قال له أخي هذا الشيء - حوالي سبعة أشهر - غير راض عني دون علمي، فماذا أفعل؟ علماً بأني استسمحته وتأسفت له ولكنه يصر على عدم رضاه عني. دلوني على الحل وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زياد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندعوك إلى مواصلة الاعتذار والاستمرار في الإحسان، وحبذا لو تمكنت من معرفة الشيء الذي أغضب والدك عليك؛ فإن معرفة السبب تساعد في إصلاح الخلل والعطب، وأحسب أن أخاك لم يكن موفقاً في الذي فعله معك، ومع ذلك فنحن ندعوك إلى الصبر والإحسان إليه، وكوني الأفضل دائماً، وسوف يأتي اليوم الذي تتضح فيه الأمور.
أما إذا عرفت سبب غضب الوالد فاجعلي اعتذارك مفصلاَ مبرراً، ولا أظن أن إرضاء الوالد أمر فيه صعوبة، ويمكنك أن تطلبي مساعدة الوالدة والأعمام ومن له مكانة ووجاهة عند الوالد، ولا شك أن الاعتذار مهم، والأهم منه مواصلة الإحسان وأداء ما عليك من البر، فإذا زرته وطردك فأنت مأجورة، وإذا أرسلت له أموالاً ورفضها فأنت مأجورة، فلا تتوقفي عن مواصلة الإحسان مهما حصل؛ لأن الله سبحانه يقول حتى لمن أمره والده بالكفر: (( فَلا تُطِعْهُمَا ))[لقمان:15]، ثم يقول: (( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ))[لقمان:15]، والله سبحانه يقول في حق من صدق في إرادته للبر وقوبل بالرفض: (( رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا ))[الإسراء:25].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إلى من بيده مقاليد الأمور وقلوب العباد يصرفها، وكرري المحاولات، نسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.