السؤال
تعرفت إلى أحد الإخوة منذ زمن من خلال المسجد، وبقيت العلاقة في حدود السلام إلى أن دخلت في الوظيفة فكان في القسم الذي عينت فيه فاختلطنا أكثر، ووجدت أن طباعه مختلفة عن طباعي 180 درجة. وما تحدثنا إلا ويتطور إلى مشاجرة أو سوء تفاهم في أغلب الأحيان، وفوق ذلك كان يغار مني إذا لاطفت غيره من الأصدقاء، وقد تحدثنا معاً عن هذه الأمور صراحة ولكن من دون جدوى، بقيت الحالة كما هي في المشاجرة وسوء التفاهم مع أنني كثيراً ما شرحت له مواقفي وأوضحت له تصوري، فإن لاطفته كما ألاطف الآخرين غضب مني وقال بأنني تجاوزت حدودي، وإن لم ألاطفه قال: إنك تفضل الآخرين علي، فأنا في حيرة من أمري معه، وأستطيع أن أوجز نمط تعاملي معه في هذه الكلمات: كأنني أسير في حقول الألغام لا أدري متى ينفجر بوجهي حيث لا يمكن التكهن بردود أفعاله أبداً، لذلك قررت في آخر مرة تشاجرنا فيها أن تبقى العلاقة بيننا في دائرة السلام فقط كما كان في السابق، دون الحديث معه في أي شأن كان، والسؤال الآن هو:
هل يدخل هذا ضمن حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حول هجر المسلم لأخيه؟ علماً أنه وبالتجربة ثبت لي أن الاقتصار على السلام هو الأسلم لكلينا وخصوصاً أمام الآخرين حيث كنا نتشاجر والناس يحسبوننا من أهل الالتزام، فكيف يكون تصورهم عن أهل الالتزام؟ وشكراً جزيلاً.