السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 31 عاماً، منذ أكثر من عشر سنوات تحولت حياتي من سيء لأسوأ، حيث بدأ الخطاب يطرقون بابي ولكني لم أجد القبول والراحة النفسية تجاه أحد منهم، وبعضهم حينما كان يبدأ بالحديث أجده منفراً للغاية.
وقد ظللت على هذا الحال كثيراً حتى بدأ أهلي يتضايقون مني خشية أن يفوتني قطار الزواج، فحاولت أن أجرب الارتباط بأول من يتقدم لي حتى ولو لم أجد القبول، فربما تساعد فترة الخطبة والتعارف على ذلك، وقد تم ذلك ولكني مع مرور كل يوم كان يزداد بغضي وكرهي له، فكنت أكره أن أراه، ونتيجة لذلك فشل الأمر، وتوالت جلسات زواج الصالونات مرة أخرى.
علماً بأني فتاة عاقلة ناضجة متدينة، وكل ما كنت أتمناه أن أجد رجلاً أشعر نحوه بالراحة والسكينة حتى أستطيع العيش معه، وصار صراعي مع والدي يشتد وكنت ألتمس لهم العذر لأنهم يريدون أن يفرحوا بي، خصوصاً أني ابنتهم الكبرى، ويريدون أن يروا أحفادهم كمعظم الآباء من حولهم.
ومنذ أربع سنوات مرض والدي بشدة ثم توفي بعد عامين من مرضه، وقد حزنت كثيراً واعتصرني الألم لأنه مات ولم يفرح بأي من أولاده، فجميع أخواتي لا يريدون الزواج قبلي، وتعذبت كثيراً لحزن أمي وكمدها دون أن أستطيع فعل شيء، ومن شدة حزنها بدأت تثور في وجهي وتقول أنني سبب موت والدي حزناً على حالي وأنها سوف تلحق به بسببي، وكان هذا يجعلني أحترق بكاء وألماً.
ومرت الأيام تلو الأخرى وأنا أصلي وأدعو ولكن حالي لم يتغير، وأرى البنات ممن هم في سني أصبح لديهم الأبناء، ومن هم أصغر مني بكثير أيضاً، ولم أستطع فعل شيء، وكلما حاولت الضغط على نفسي بقبول أي شخص أجدني متعبة، حتى أني أحياناً لا أقوى على القيام من فراشي وأظن أني شللت من الحزن.
وقد خرجت للعمل حتى يتوافر لي أن أرى الناس ويروني، ولكن لم يحدث شيء جديد، وأشعر أنني أظلم إخواني وأخواتي وأمي، وأتعذب من نظرات الناس وأقوالهم، وأصبحت أحمل لقب عانس عن جدارة، رغم أني جميلة بشهادة من حولي، وأظهر بأصغر من سني بكثير، ويشهد لي الجميع بحسن الخلق والحياء وتحمل المسئولية، وأعيش كابوساً مستمراً وأدعو الله بفيض من الصراخ المكتوم والألم لعله يستجيب لي، فماذا فعلت حتى يكون هذا حالي؟ وهل الله غاضب علي؟!
وشكراً لكم.