أريد أسافر على الطائرة وخائف، الرحلة 16 ساعة متواصلة في الجو، يعني الله يستر، أريد علاجاً يساعدني على التخلص من الخوف أثناء الرحلة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Saamy حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن من أهم الطرق التي يمكن للإنسان أن يتخلص من هذا النوع من المخاوف هو أن تحاول أن تعيش رحلة السفر في خيالك بصورة يومية، أي عليك أن تبدأ في التأمل في إجراءات السفر من الحجز للتذكرة والحصول على تأشيرات الدخول والخروج إذا كان ذلك مطلوباً وتجهيز ملابسك والأموال التي تريد أن تأخذها معك وما تريد أن تحمله معك.

هذا نسميه التعريض في الخيال، وهو ضروري جدّاً إذا طبقه الإنسان بتركيز وبتأمل.

عش هذه الرحلة في خيالك مرتين أو ثلاثاً في اليوم، وتصور أنك في طريقك إلى المطار ومن سيصحبك، وبعد ذلك ذهبت إلى الانتهاء من إجراءات السفر المختلفة ووجدت المطار مكتظا بالناس والطائرات، وكلهم يودون السفر ولا يظهر عليهم الخوف والانزعاج، فلماذا تخاف أنت.. عش هذه الرحلة الخيالية بتركيز وتعمق وهي تفيدك كثيراً.

توجد أيضاً تمارين نسميها أيضاً بتمارين الاسترخاء – أي تمارين التنفس بالتدرج – هي أيضاً مفيدة، ومن خلال هذه التمارين ويجب أن تبدأ في التدرب عليها من الآن: استلق على الكرسي في مكان هادئ وتأمل في أمر طيب وسعيد، وقم بعد ذلك بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، واملأ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً ثم أمسك على الهواء في صدرك لمدة قليلة، وبعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم ويجب أن يكون بقوة وببطء شديد، وكرر هذا التمرين خمس مرات بمعدل جلسة صباحاً ومساءاً. ويمكنك أيضاً أن تمارسه وأنت في طريقك إلى المطار، وحتى حين تدخل إلى الطائرة: خذ نفساً عميقاً وبطيئا ثم أخرج الهواء أيضاً بعمق وببطء.

هذا من التمارين الجيدة، وحتى لو شعرت بنوع من الخوف وأنت في داخل الطائرة يمكنك أن تمارس هذا التمرين.

بعد ذلك تذكر بعض الحقائق عن الطائرات أنها الحمد لله أكثر سلامة من غيرها من وسائل المواصلات وأنها نعمة من نعم الله علينا، وأنه مهما طالت الرحلة فهذا لا يفرق أبداً؛ لأن الطائرة تكون أكثر أماناً وأكثر ارتياحاً فيما يخص معداتها حينما تكون في الجو على ارتفاعات عالية، فإذن طول الرحلة يجب أن يكون أمراً مطمئناً لك، وأنصحك أن تكون حريصاً على دعاء الركوب وأن يكون معك مصحف وتقرأ شيئاً من القرآن الكريم خلال الرحلة بتعمق وتؤدة وتفكير، هذا - إن شاء الله تعالى – يساعدك أيضاً.

يأتي بعد ذلك بعض العلاجات الدوائية التي نراها مفيدة جدّاً في هذه الرحلات الجوية، هنالك دواء يعرف علمياً باسم (البرازولام Alprazolam) يسمى تجارياً باسم (زانكس Xanax)، يمكنك أن تتحصل عليه وتتناوله بجرعة ربع مليجرام إلى نصف مليجرام ساعتين قبل السفر.

وتتناول معه عقاراً آخر يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) تتناوله أيضاً بجرعة عشرين مليجراماً ساعتين أو ثلاث قبل السفر.

نصيحتي لك هي أن تجرب هذه الأدوية قبل أن تبدأ رحلة السفر؛ لأن الزانكس قد يسبب بعض النعاس لبعض الأشخاص، وتجربة الدواء قبل السفر ضرورية حتى تعرف الجرعة الصحيحة بالنسبة لك، هل هي ربع مليجرام أم هي نصف مليجرام، وذلك حسب الأثر الذي يتركه الدواء.

هذا الدواء من الأدوية التي تزيل القلق والتوتر ويبعث - إن شاء الله تعالى – على الطمأنينة.

ونصيحتي لك أيضاً هو أن تتناول أحد الأدوية التي نراها مفيدة جدّاً، لكن هذا الدواء لا يستعمل في الحالات الطارئة، بل يستعمل على المدى الطويل، وهو يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، وهو قد يفيدك كثيراً في التخلص نهائياً من هذه المخاوف إذا طبقت الإرشادات السابقة التي ذكرناها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك سفراً حميداً، وأن يحفظك في هذه الرحلة وفي كل رحلة.

وبالله التوفيق.