السلام عليكم.

ابني عمره سنة وتسعة أشهر، هو كثير البكاء، وعصبي جداً، خصوصاً عندما يأتي ضيوف، أو نذهب إلى بيت أهلي أو أهل زوجي، أضطر لحمله حتى يسكت، وأما في الحضانة فهو هادئ جداً، وتقول المربية: إنه أهدأ طفل، وبعض الأحيان أتركه عند أختي، هي تقول أنه هادئ، خصوصاً عندما يستيقظ من النوم يبكي ويصرخ ولا يسكت إلا بعد فترة، ولا ينطق سوى كلمات قليلة جداً.

أرجو مساعدتي!

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ درخشان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الابن -حفظه الله- لا زال صغيراً، ومثل هذه المتغيرات -أي البكاء والعصبية- هي أمور متوقعة، وهي غالباً ما تكون عرضية وليست علة دائمة، فالطفل في هذا العمر حين يكثر بكاؤه وعصبيته يريد المزيد من الانتباه، وأنت ذكرت أنه حين يأتي إليكم ضيوف تكون ظاهرة العصبية والبكاء لديه أكثر، هذا يحدث نسبة لأن انتباهك قطعاً سوف يكون للآخرين، أنت تكونين مشغولة بأمر الضيوف أو مشغولة في بيت أهلك أو أهل زوجك، وهذا يجعل الطفل يشعر أنه قد تم إهماله وصرفت الأنظار عنه، وحقيقة البكاء والصراخ والعصبية هو نوع من الاحتجاج ومن أجل إيصال رسالة عاطفية قوية لك.

الذي أرجوه منك هو أن لا تتفاعلي مع الطفل بانفعال شديد، حاولي أن تتجاهلي بكاءه وصراخه قدر المستطاع، وقطعاً سوف يتطبع الطفل على الوضع الجديد، وسوف يتواءم معه، أما إذا قمت بمكافأته وبحمله وإهمال الضيوف أو من حولك، فقطعاً سوف يُدعم لديه هذا السلوك، وهذا نسميه بالتمكين السلبي، وهذا يُرفض تماماً، وإذا اشتد صراخه ولم ينجح التجاهل، فيمكنك مثلاً أن تعطيه لعبة محببة إليه وتصرفي انتباهه إلى نشاط آخر.

الطفل كما ذكرت هو هادئ جدّاً في الحضانة مع الأطفال الآخرين، وحينما يكون مع أختك؛ لأنه يعرف أن مستوى العطف الذي يتلقاه كافٍ جدّاً، لكن حينما يكون بوجودك، يعرف أن جرعة العطف يجب أن تكون أكثر، وهذه الأمور يفهمها حتى الصغير، إذن تجاهل هذا السلوك هو الأفضل، وهذا يتطلب منك شيئاً من الصبر.

بكاؤه أيضاً حين استيقاظه من النوم هو تنبيه ومطالبة بأن تكوني بالقرب منه، وهو محاولة إثبات الذات، التجاهل أيضاً سوف يفيد.

وبالنسبة لنطق الكلمات القليلة فأعتقد أن هذا الطفل لازال صغيراً، والطفل غالباً يبدأ في تكوين جمل بسيطة بعد انقضاء عمر السنتين، ويعرف أن الأولاد أقل فصاحة من البنات، فلا تنزعجي لهذا الأمر، فمن الواضح أن ابنك طبيعي جدّاً، وسوف يمر بالمراحل الارتقائية بكل سلاسة.

من الجميل أنه يذهب إلى الحضانة؛ لأن ذلك سوف يتيح له الفرصة للتفاعل مع الأطفال الآخرين؛ حيث إن الطفل يتعلم من الطفل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله أن يحفظه وأن يجعله قرة عين لكما، وبالله التوفيق والسداد.