الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعي في هداية رجل كافر ثم قبوله زوجاً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد الزواج من شاب غير مسلم (هندوسي)، وهو قد أبدى رغبته في التحول إلى الإسلام، لكني أرجو مساعدتكم فهو لا يتحدث العربية، وإنجليزيتي ليست جيدة، إلى جانب أنني لا أدري كيف أبدأ في شرح الإسلام له؛ لأنني أريده أن يفهم الإسلام ويسلم عن اقتناع، لأنني أرغب بأن يعينني أيضاً على أداء واجباتي الدينية، فدلوني على الخطوة الأولى.
جزاكم الله خيراً، وهداه على أيديكم.

الإجابــة

الأخت/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع. ونعتذر عن تأخر الرد، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الدعاة إليه، وأن يهديك بك، وأن يهديك صراطة المستقيم، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك مع طاعته، وحما بالك من النار.
وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فإنه وكما لا يخفى عليك أنه لا يجوز للمسلمة أن تتزوج برجل غير مسلم مهما كانت الإغراءات فهذا زواج باطل شرعاً باتفاق علماء الإسلام جميعاً، ولم يقل أحد من العلماء بجواز ذلك مطلقاً، ولقد قال الحق تبارك وتعالى: (( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ))[النساء:141]، وقال جل جلاله أيضاً (( وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ))[البقرة:221]، فالحذر الحذر من الارتباط بهذا الرجل أو غيره مهما كانت محبتك له؛ لأن الإسلام حرم ذلك، وإياك أن تتساهلي معه في ذلك، لأنك إن فعلت ذلك فقد ألحقت الخزي والعار بالإسلام وأهله، وأعطيت هذا الرجل انطباعاً عن الإسلام بأنه دين فاسد، وليس فيه قيم أو أخلاق، بل قد يكون تصرفك المتساهل معه سبباً في أن ينفر من الإسلام ولا يفكر فيه مطلقاً.

وأما عن إمكان مساعدته في اعتناق الإسلام، فهذا لا مانع منه شرعاً، حيث يمكنك الاستعانة بمواقع الإنترنت الإنجليزية التي تتحدث عن الإسلام، خاصة موقعنا الشبكة الإسلامية، حيث ستجدين ضالتك المنشودة بسهولة ويسر إن شاء الله، كما يمكنك الاستعانة بالمراكز الإسلامية التي تقوم على دعوة غير المسلمين للإسلام.
ويمكنك مراسلة قسم الجاليات بإدارة الدعوى بوزارة الأوقاف بدولة قطر، وهم على استعداد للتحدث معه ومع غيره بجميع اللغات الهندية وغيرها، فالأمر الآن في غاية السهولة، وهناك العشرات من المواقع الإسلامية على الإنترنت، وكذلك التواصل مع الدعاة والمشايخ ووزارة الأوقاف في بلدكم، وسيقدمون لك كل عون إن شاء الله.

وأحب أن أؤكد على ضرورة عدم التساهل معه الآن؛ لأنه ما زال كافراً وعدوا لله ورسوله وللمؤمنين، ولا يجوز لك معاملته كمعاملة ذوي الحقوق عليك من المسلمين، وإنما حفظك لنفسك واحترامك لها كفيل بأن يرغبه في الإسلام ويحببه فيه ثم فيك، فلابد من إسلامه أولاً، وأن يشهد الناس بحسن إسلامه بأن يحافظ على الصلاة مع المسلمين، وأن يطلع على الواجب من تعاليم الإسلام وشرائعه حتى لو لم يتزوجك، وبذلك تكونين قد خدمت دينك، وأحسنت عرض إسلامك عليه، وأصبح في صحيفة حسناتك، ثم بعد ذلك يأتي موضوع الزواج، فالحذر الحذر يا أختاه الإسلام! أن يؤتى الإسلام من قبلك، واعلمي أن الدال على الخير كفاعله.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، والهداية الرشاد، وأن يقدر الله لك الخير حينما كنت، وأن يمن عليك بخيري الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً