السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أعرف كيف أبدأ مشكلتي، ولكني سأحاول أن أصف قدر الإمكان، ولا أعرف إذا كان المكان سيكفي، كما أرجو أن تلقى رسالتي اهتماماً من قبل القراء الأعزاء.
تعرفت منذ سنتين ونصف على شاب من خلال الإنترنت، وتعاهدنا على الصداقة الحقيقية النقية الطاهرة الخالية من أي ادعاء، وعلى أن لا نتخلى عن هذه الصداقة إلا بسبب الموت لا قدر الله أو في حالة ارتباط أحدنا.
المهم أن صداقتنا كانت أروع ما يكون، واعتبرته أكثر من صديق وأكثر من أخ، والشهادة لله أنه لم يقل يوماً أدبه علي، بل كان في غاية الاحترام والأدب، وفي أغلب لقاءاتنا على الإنترنت تكون نقاشات هادفة وأغلبها دينية، ولا أنكر أنني استفدت منه الكثير والكثير، وكان هناك تفاهم واهتمام كبير متبادل بيننا، حتى أنني أصبحت مدمنة على لقائه، وأصبحت لا أستطيع الاستغناء عنه.
ولكن مؤخراً ومنذ شهر تقريباً أرسل رسالة غريبة لم أستطع فهمها إلى الآن، كان يودعني فيها ويطلب مني أن لا أحاول سؤاله عن السبب … قال فقط " إنه نداء من السماء، والحمد لله الذي قدر التحرك والسكون بإذنه" .
قد لا تتصوروا إخواني وقع هذه الرسالة علي، لقد شعرت وكأنه طعنني غدراً … وممن؟ من أعز صديق! أهذه هي الصداقة الحقيقية؟ أهذه هي الأخوة؟!
بالرغم من ذلك إخواني راسلته راجية فقط أن يعطيني تفسيراً لتصرفه هذا، وقلت له: إنني على يقين بأنه سيأتي يوم ونفترق فيه وكل واحد منا سيذهب إلى جهة، لكن على الأقل أستحق تفسيراً لهذا الابتعاد بحق هذه الصداقة وهذه الأخوة التي جمعتنا طيلة السنتين والنصف.
لكن من دون جدوى فهو لم يعطني أي سبب شافٍ، أكتفي فقط بالقول أن لديه مشاكل خاصة لا يستطيع البوح بها لي، مع العلم أنه كان من قبل يحكي لي كل كبيرة وصغيرة.
سألته إن كنت أخطأت في حقه بشيء فأنا أستسمحه، لكن أقسم بالله أن لا علاقة لي بقراره.
قلت له: هل الموضوع له علاقة بزواجه؟ إن كان كذلك فأنا سأحترم حياته الجديدة ولن أزعجه بعد اليوم؛ لأنه في إحدى النقاشات نصحني بعدم مصادقة رجل مرتبط، لكن كان رده أن الموضوع لا علاقة له بكل ما يدور في رأسي.
إذًا بالله عليكم إخواني ما الذي تغير الآن؟ لماذا تعمد أن يتركني أعيش في هذه الحيرة وهذا الألم الشديد؟
لا أخفي عليكم إخواني أنني تألمت كثيراً وبكيت، واتجهت إلى الله سبحانه في صلواتي ودعوته، ولا أخفيكم سراً أني حاولت أن أبعده عن تفكيري لكن لم أستطع، فكل شيء يذكرني به.
انقطع التواصل بيننا ولم أعرف ما هي جريمتي التي ارتكبتها وبقي عندي التساؤل: لماذا وأنا التي كنت له الصديقة الوفية والمخلصة؟
أرجو أن تجد قصتي هذه الاهتمام لديكم، وأن لا تبخلوا علي بحلولكم، فأنا أشرب من كأس المر الذي طالما سمعت عنه لكن السماع ليس كالتذوق.