الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التنميل وحركة الأطراف اللاإرادية وعلاقة ذلك بالقلق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من تنميل وحركة غير إرادية في أطرافي، وكأني لا أحس بها، ودقات قلبي سريعة، وأشعر بوخزات، وقد بدأت أوسوس وأقلق، والآن أرقي نفسي وأقرأ سورة البقرة، علماً بأن لدي حساسية في الصدر والتهابات في الحلق، فهل هذه الأعراض هي سببها؟

أرجو أن تفيدوني؛ لأني خائفة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة القطان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض التي وصفتها من تنميل وحركة في الأطراف، وكذلك الشعور بتسارع في ضربات القلب ووخزات، كلها سببت لك شيئاً من القلق ومن الوساوس، والأعراض التي ذكرت في رسالتك هي دليل على أنك بالفعل قد حدثت لك حالة من حالات القلق البسيط، وهذه الحالة تشبه حالات معينة نسميها بنوبات الهلع أو الهرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي تحدث فيه أيضاً مخاوف وأعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب.

عموماً الحالة بسيطة، وهي نوع من القلق النفسي، وليس أكثر من ذلك، ولا علاقة لها أبداً بحساسية الصدر أو التهاب الحلق، ولكن يعرف أن القلق النفسي ربما يزيد من أعراض حساسية الصدر.

الذي أنصحك به هو أن تتجاهلي هذه الأعراض بقدر المستطاع، وهناك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تمارسيها، وهذه التمارين يمكنك تطبيقها بأن تجلسي في غرفة هادئة، ويجب أن يكون المحيط حولك هادئاً، ولا توجد أي ضوضاء أو إزعاج، ويفضل أن تكون الإضاءة خافتة، ويمكنك أيضاً أن تستلقي على السرير، وهذا يعطيك مجالاً أفضل للاسترخاء، ثم قومي بوضع يديك على صدرك دون أي قبض أو شد على اليدين، تأملي في حدث طيب وسعيد حدث لك، ثم أغمضي عينيك، وافتحي فمك قليلاً، وبعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، ويجب أن يمتلئ صدرك بالهواء، بعد ذلك أمسكي على الهواء لفترة قصيرة في صدرك، ثم أخرجي الهواء بكل بطء وكل قوة عن طريق الفم، هذا التمرين كرريه مرة في الصباح ومرة في المساء، بمعدل خمس مرات في كل جلسة، ويفضل أن تمارسيه لمدة أسبوعين أو ثلاثة على الأقل، ثم بعد ذلك عند اللزوم.

هناك تمارين أخرى لاسترخاء العضلات، قومي مثلاً بالقبض على راحة يديك بقوة وشدة حتى تحسين بالألم، ثم بعد ذلك قومي بإطلاق يديك، وقولي لنفسك: (أنا الآن أعيش في حالة من الاسترخاء)، كرري نفس التمرين مع عضلات البطن، قومي بشدها ثم استرخائها، هذا التمرين كرريه خمس مرات في كل جلسة.

وأنصحك أيضاً بممارسة تمارين رياضية بسيطة تناسب الفتاة المسلمة، هذا هو العلاج الأساسي من الناحية النفسية والسلوكية.

وإذا استمرت معك الأعراض أو اشتدت فعندها يفضل أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة التي تساعد في علاج هذه الحالات، ومن الأدوية الجيدة والممتازة دواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) ويسمى أيضاً تجارياً باسم (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، وقد لا يحتاج لوصفة طبية، الحبة الوحدة من الدواء تحتوي على خمسين مليجراماً، وأنت محتاجة فقط لتناول الدواء بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً – أي نصف حبة – تناوليها يومياً لمدة شهرين، ثم تناوليها بجرعة نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، علماً بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، ولكن من وجهة نظري أنت في حاجة إلى جرعة صغيرة، وهي نصف حبة كما ذكرت لك، والدواء لا يسبب الإدمان ولا يسبب التعود وهو سليم جدّاً.

وختاماً أرجو الاجتهاد في دراستك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً