السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فتاة تبلغ من العمر 26 عامًا، تعاني من ضيق في التنفس وأفكار سوداوية، نتيجة لتجارب حياتية مؤلمة مِن يُتْمٍ وإِحباط، وكلما شعرت بضيق أو تعب تذهب إلى الطبيبة لتخبرها بأن لديها انخفاضاً في ضغط الدم والسكر، وهذا سبب لزيادة وزنها، حيث صار وزنها 113 كغم، بينما طولها 153 سم.
بدأت تظهر عليها رجفة مستمرة في يديها، تزداد في المواقف المحرجة، إضافة إلى تنميل في كفيها، وتصلُّب في بعض أصابعها، خاصةً عند الاستيقاظ من النوم، ويستمر التصلُّب أحيانًا لأكثر من نصف اليوم.
تقول: أبكي كثيرًا، أحب الوحدة والظلام، منزعجة دائمًا، أسمعُ أصواتًا لا يسمعها غيري؛ أحيانًا أصوات سيارات أو طائرات، وأحيانًا حديثاً بين رجلين، لهذا لا أستطيع أن أضع رأسي على الوسادة وقتًا طويلًا، لا أنام بسهولة، قد أمضي من ساعة إلى ساعتين في الفراش قبل النوم، بين تفكير وبكاء.
كما أنها تشعر بالنفور من بعض الأشخاص، حتى لو كانوا يقدّمون لها الدعم والمساندة. تقول إنها لا تتحمل سماع صوتهم أو رؤية أسمائهم في الهاتف، رغم أنها كثيرًا ما تحاول أن تسامحهم، لكن أول ما تسمع صوت أحدهم، تنتابها غصة وضيق، وتذكر أنها تخلق خصامًا معهم بلا سبب واضح، ممَّا يُثير استغراب مَن حولها.
وتضيف: أحب الحزن، وقصص الحزن، وأحب أن أظهر بمظهر الحزين، لا أمانع المرض، ولا أهتم بعلاجه بقدر ما أهتم بمعرفة حالتي بالضبط، لا أريد الشفقة، وأكره من يُظهرها لي.
وقد أجرت تحاليل للغدة الدرقية، وكانت نتائجها طبيعية، وتشعر أن في حياتها شيئًا غامضًا يُنغّص عليها عيشها، خصوصًا بعد وفاة والدتها وهي في سن الحادية عشرة.
لم تبدأ آثار الحزن تظهر إلَّا في سن الخامسة عشرة، حيث شعرت بفقدان الأمان، رغم أن والدها –رحمه الله– لم يُقصِّر معها، إلَّا أن فقدان الحنان الأمومي كان له أثر كبير.
تعلّقت بمعلمتها في المدرسة، ووجدت فيها الأم الحنونة، لكن بعد تخرجها كرهتها وشعرت أنها استغلت حاجتها العاطفية، ما زاد من تدهور حالتها النفسية.
انخفض مستواها الدراسي، فحزنت لذلك، لكنها أصرت على الاستمرار، وأثبتت تفوقها رغم رغبة والدها في تركها الدراسة.
في عام التخرج من الثانوية، بدأت تفكِّر بأنه لا فائدة من السعي للدنيا، فضعف معدلها، لكنها كانت راضية بالنتيجة، وعند دخولها الجامعة لم تُقبل في القسم الذي رغبتْ فيه، ممَّا شكَّل صدمة كبيرة لها، لكنها تأقلمت مع القسم الآخر، وفي عام التخرج توفي والدها، فتلاشت آمالها تمامًا.
بعد وفاة والدها بأربعة أشهر، عادت رجفة اليدين بشكل واضح، فزارت طبيبة شخصتها بـ"التوتر"، ووصفت لها دواء (سيروكسات)، لكنها لاحظت ارتفاعًا في ضغط دمها خلال الاستخدام، حيث تراوح بين 160/80 إلى 170/90، فتم إيقاف الدواء، لكنها لم تستمر مع الطبيب الآخر.
بعد سنتين قررت مراجعة طبيب أعصاب بسبب رجفة اليدين، فوصف لها عدة أدوية، منها (سيبرالكس) و(أميتريبتيلين) قبل النوم، و(باكلوفين) و(اندرال)، واستمرت على العلاج لثمانية أشهر، وشعرت بتحسّن جزئي، حيث خفّ التنميل والتصلُّب، لكن الرجفة ما زالت موجودة.
أثناء المتابعة، اشتكت من جفاف الفم وكثرة التبول والعطش، وبعد إجراء تحاليل، تم تشخيصها بداء السكري، وبدأت باستخدام (جلوكوفاج)، ثم راجعت طبيبًا مختصًا فوصف لها (دياتامب) مع حمية غذائية، لكنها لم تتمكن من الموازنة، حيث عانت من هبوطات شديدة في السكر، تصل إلى رعشة قوية، وكانت قراءات السكر لديها تتراوح بين 95 و287 ملغ/ دسل.
________________________________________
الأسئلة التي تطرحها الآن:
1. ما الذي أعاني منه نفسيًا؟
2. هل أحتاج إلى جلسات نفسية؟
3. هل دواء سيبرالكس يسبب الإدمان؟ وهل له آثار مستقبلية؟ وهل يمكنني الاستمرار عليه لفترات طويلة؟
4. هل يمكنني ترك أدوية السكر إذا التزمت بالحمية؟
5. ما مخاطر تكرار هبوط السكر؟ وهل التشنجات التي أشعر بها في أصابع اليد نتيجة لذلك؟
6. أيهما أخطر: ارتفاع السكر أم انخفاضه؟
شكرًا لكم.